النقاب ومحاكاة الغرب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

النقاب ومحاكاة الغرب

النقاب ومحاكاة الغرب

  نشر في 05 ديسمبر 2017 .

النقاب ومحاكاة الغرب

بقلم: منال الكندي

رغم أن هناك الكثير من القضايا التي يحتاج المجتمع لمناقشتها إلا أنه يظل الإصرار في الدخول في قضايا ليست مهمة بأهمية الظلم الذي يقع على أهل غزه في حصارها وتجويعها. فالقضية التي صارت أكثر جدلا لدرجه أن يخرج كل يوم من يفتي بها هو النقاب ذلك اللباس الأسود التي تلبسه المرأة لستر وجهها وبغض النظر إذا كان برضاها أو إجبارا كما يعتقد البعض إلا أنه يعتبر حق من حقوقها.

فإعلان حقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1948 ينص في البند رقم (3) إلى أن لكل فرد الحق في ممارسة الحياة والحرية والأمان الشخصي. والبند رقم (12) ينص على أنه لا يجوز التدخل في خصوصيات الفرد ولا عائلته ولا منزله ولا مراسلاته ولا اتصالاته ولا يجوز التهجم على سمعته ولا كرامته. ولكل فرد الحق بحماية قانونية ضد هذه المخالفات.

والسؤال المطروح والذي يثيره هنا الملف الخاص بالنقاب أو في تلك المحافل الجدلية حول النقاب هل النقاب عادة أم عبادة؟. وأعتقد أن السؤال الذي يجب أن يطرح هو هل الظلم والفساد والتجويع والحروب عادة أم عبادة؟؟!!!

لم نفهم لماذا كل هذه الهجمة على النقاب رغم أننا في عصور الواحد و العشرون عصر الحريات و حقوق الإنسان فالحرية تعني ذلك الإنسان الذي يملك نفسه، فهو سيدها، وعكسه العبد المملوك لغيره أو الولي من الذل لغيره قال تعالى: (وقل الحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا) إلاسراء :111

فالولاية من الذي مقصود منها التبعية عن قصور وحاجة. فإذا كانت الولاية من العبد في غير الله تعالى فيه الولاية من الذل، وأما لله تعالى فهي الولاية في العز وإلى العز.

فنجد أن مشكلتنا هي التبعية والتقليد بدءا من نزع سعد زغلول النقاب من وجه هدى الشعراوي ليتبعه بعد ذلك كل من سافر وتعلم في بلاد الغرب ليعود حاملا في حقيبته قرارا بأن يجعل مجتمعه يحاكي الغرب ويقلده ويتبعه في كل شي سلبا وايجابا.

ويأتي شيخ الأزهر يناقض كلامه وتفسيره ودينه تابعا بفتواه نظام العولمة الجديد حوار الأديان بأن النقاب عادة وليس عبادة وهو الذي فسر في كتابه " التفسير الوسيط" حيث يقول فيه" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) (الأحزاب:59) )"وقوله: (يُدْنِينَ) من الإِدناه بمعنى التقريب، ولتضمنه معنى السدل والإِرخاء عُدِّىَ بعَلَى. وهو جواب الأمر، كما في قوله –تعالى: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاة)إبراهيم:31) والجلابيب: جلابيب: جمع جلباب، وهو ثوب يستر جميع البدن، تلبسه المرأة، فوق ثيابها.

والمعنى: يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك، وقل لبناتك اللائي هن من نسلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن: إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن، فعليهن أن يسدلن الجلابيب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًا، من رءوسهن إلى أقدامهن، زيادة في التستر والاحتشام، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة" انتهى كلام الدكتور طنطاوي.

ويأتي ساكوزي ليرى أن النقاب هو إستعباد للمرأة ولا نعلم هل نظراته وتحرشاته الجنسيه على مرى العالم وفضائياته ليست استعباد لها.

إذا كنا سنتكلم من منطلق الحريات وحقوق الإنسان التي نصتها المواثيق الدولية فإن من حق المرأة أن تلبس ما يحلو لها من لباس، تماما كما اقروا بأن الشواذ يحق لهم الظهور والاعتراف بهم، كما سنوا حقوق للمرأة العاملة في الدعارة لحفظ حقوقها كما هو معمول به في هولندا و غيرها من الدول تحت بند السياحة الجنسية.

وإذا كنا سنستخدم كلمة "لا" للنقاب فعلينا أن نضعها في أخر القائمة التالية:

لا للتعري، لا للهيبز، لا للشواذ، لا للدعارة، لا للظلم، لا للحصار، والقائمه تطول حتى تصل إلى لا للنقاب.

ومن يرى أن النقاب استعباد للمرأة وقيود وأن ارتداءه يترتب عليه عزله اجتماعية وجدار عازل بينهن وبين محيطهن الاجتماعي، نجد أن المحيط الاجتماعي أكد بما ليس له شك بأن ملايين المنقبات يرتبطن بالمجتمع فنجد الطبيبات والممرضات وأساتذة الجامعة والمدرسات والعالمات في الاجتماع والدين والفيزياء والطالبات المتفوقات، والناشطات في حقوق الإنسان.

والذين يروا النساء بأن المنقبات يؤذين بخيمتهن أنظارهم، فنسألهم إلا يؤذيكم منظر الشواذ أو منظر الرجال بأزياء نسائية كما في شوارع خاصة في الهند وباكستان من أجل الدعارة. أو الهيبز بموضاتهم وأشكالهم الغريبة. إذا كانوا يعتبرون أن كل أولئك لهم حقوق ولابد أن يعترف بها فالأولى أيضا أن يعترف بحق المرأة بأن تلبس النقاب.

سأروي تجربتي عن الحجاب عندما كنت في أمريكا سألتني نرويجيه لماذا تلبسين الحجاب، سألتها ولماذا أنتي تلبسين هذا الثوب المتعري، ردت هذا لبسي وأسلوبي في اللباس، قلت لها وأنا مثلك هذا لبسي وأسلوبي. ردت لا أنتي تلبسين الحجاب لأنه دينك فرض عليك. قلت لها اعتبرني راهبة ومتمسكة بديني والراهبات يلبسون اللباس الساتر والحجاب وأنتي مسيحية ولكن لا تتمسكي بدينك فلبستي ما يناسبك من لباس سوى متعري أو غير متعري. فسكتت ولم ترد بكلمة، ليس لأني أفحمتها بإجابتي ولكن لأنها فهمت أنه إذا كان من حقها أن تلبس ما يناسبها فمن حقي أنا أيضا البس ما يناسبني.

وصدق الشيخ محمد متولي الشعراوي حين قال" عجيب أيضا وغريب أمر هؤلاء، وهم في رفضهم للحجاب والنقاب يرفعون شعار الحرية الشخصية؟! ونحن نسألهم أهناك حرية بلا ضوابط تمنع الجنوح إلى غير الطريق الصحيح؟ وأية حرية تلك التي يعارضون بها تشريعات السماء، هذه الحرية التي تضيق الخناق على المحجبات وتترك الحبل على الغارب للسافرات فيحرضن على الجريمة بعد الإفتتان وحسبنا من سوابق الخطف للفتيات، واغتصاب المائلات المميلات، حسبنا من ذلك دليلا على حكمة الله تعالى البالغة فيما شرع من "ستر" أن هؤلاء يحاولون التدخل في صميم عمل الله، ويريدون أن تشرع الأرض للسماء وخسئوا وخاب سعيهم".

ولن تنتهي معركة نزع النقاب حتى تتبعها معركة نزع الحجاب ولن يهدوا حتى يروا المرأة عارية مستعبده لشهواتهم.


  • 1

   نشر في 05 ديسمبر 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا