أحببت الكراهية كحبي للحب ..من أريام أفكاري - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أحببت الكراهية كحبي للحب ..من أريام أفكاري

قيمة الحرف

  نشر في 05 ماي 2016 .

أحب الكراهية وأكره الحب ...من أريام أفكاري


ربما يبدوا العنوان صادم ومنفر ولكن بسبر غور المعنى والغوص فى بحور الحروف نجد أن الحب والكراهية و إن كانا ضدان فى المعنى الحرفي و اللغوي إلا أنهما وجهان لعملة واحدة !!!!

وتلك هي مشكلة الكلمات والحروف واللغات واللهجات التي ربما تفقد معناها وتتلون الكلمة الواحدة صاحبة الحروف الواحدة والتشكيل الواحد والنطق الواحد كتلون الحرباء ، بل ربما تكتسي الكلمة رداء معناها الحقيقي من شخص قائلها وليس من ترتيب حروفها .

فكراهية الظلم هي حب العدل وكراهية الكراهية هي حب الحب ومن الحب ما قتل كما قيل .

هناك من يشوه وجه محبوبته بدعوى الحب وهناك من يغالي فى التصوف دون ميزان من شرع فيشرك بدعوى الحب ، وهناك من يسرف فى التقيد بالتقليد والظاهرية فيخلى النص من جوهره وروحه ويجعلها كلمات جافة جوفاء ربما تطغى مرارتها فتنفر الناس منها بدعوى الحب !!!

جريمة القتل الأولى كانت بسبب حب قابيل لما قسم الله لهابيل وقدم قابيل قربانا سيء بسبب حب المال ، وجاد هابيل بنفسه ورفض قتل أخيه بسبب الكراهية ، فقد كره أن يحيى ظالم لنفسه فكره الظلم وكره سخط الله عليه فكانت كراهيته نجاة وحب أخيه حسرة وندامة !!!

القاتل يقتل بدعوى الحب والسارق يسرق من أجل الحب وصار الحب متلون بوجوه تساوى عدد وجوه البشر ..

هل الحق والحقيقة مرتبطان بتلك الحروف المرتبة ؟

أيكون فك الشفرة فى الحاء والقاف ؟

فكل الأضداد يدعون الحق ، الظالم يرى أنه محق والمظلوم يصرخ أنه صاحب الحق !!

ماذا لو وجد إنسان عاقل أعمى لا يرى ، أصم لا يسمع ، أبكم لا يتكلم ؟

ما قيمة الحروف بالنسبة له وما ذا تعنى الكلمات ؟

وهل تلزمه الحروف أو اللغات لإقرار حقيقة الإيمان أو الجنوح للحق ؟

وما حقيقة الدين والإيمان عنده ؟

هنا تكمن إشكالية الكلمة وأن اللسان ما هو إلا أداة تعبيرية كفرشاة فى يد رسام ، ربما لو لم يجد الفرشاة ليرسم ويخرج لنا ما بداخله على لوحة نستطيع بإدراكنا المحدود إدراكها لم نعلم أنه فنان ، ولكن هذا لا ينفى موهبته وما بداخله ولكن ما بداخله بحاجة لإدراك لا نملكه نحن البشر الذين صنعنا القنبلة الذرية وصعدنا الفضاء وإستنسخنا النعجة دولي

هنا العجز وعجزنا هنا إدراك !!

من الحروف تنسج الكلمات ومن الكلمات تنسج الجمل البديعة والعبارات الرنانة والشعارات البراقة التي تزين الرايات المختلفة

وتجد تلك الشباك المنسوجة أحيانا بحرفية ومهارة صيد غزير ، وربما تم غمس خيوط تلك الشباك فى السم البطيء أحيانا وفى أعتق أنواع الخمور والمسكرات أحيانا أخرى وربما تم غمس تلك الخيوط فى العسل ليخفى مرارة السم.

لما وقفت عند قول الله تعالى كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون وتأملت تلك الحروف المكونة لكلمة مقتا وهى كلمة في اللغة العربية لها تعبير خاص ووقع مؤثر على النفوس لا أظن أن هناك كلمة أخرى تضاهيها فى التنفير والوعيد والكراهية ، هنا تبدوا طبيعة الكلمة وحقيقة الحروف فإن إنسلخت عن الباطن كانت مقتا وليس مقتا عاديا بل كبر مقتا عند الله

هل معنى هذا أن الإنسان لا يغير مواقفه وكلماته وتعبيراته بتغير الظروف والزمان أم أن المقصود هو التناغم والإنسجام والصدق مع النفس ، وأنه حينما يغير أو يتغير أو يجود فلا حرج شريطة تناسق الكلمة التي تخرج عبر تلك الفرشاة المسماة اللسان والتي قد ترسم الموناليزا أو ترسم نهرا وأشجارا على ضفافه وربما رسمت شوك أو حتى شخابيط غير مفهومة .

كفر عمار رضى الله عنه باللسان وكان قلبه مطمئن بالإيمان فكانت كلمات كفره سبب فى تزكيته ،وشهد بن سلول بالشهادة فكانت عنوان نفاقه ، فأصبحت كلمة الكفر أفضل من شهادة التوحيد لإختلاف القلبين والناطقين.

قضية المصطلح والكلمات قضية كبيرة ومتشعبة سواء من حيث صدق الكلمة أو صدق الفهم للكلمة والمعنى ، ومن هنا كان القلب هو محل الصلاح ومكمن الطلاح وكان اللسان مورد المهالك ،

والإنفصال بين الباطن من القلب العاقل والظاهر من اللسان يقودنا دائما للهاوية .

فبالديموقراطية إحترمت حقوق الإنسان الأمريكي والأوربي وبذات الكلمة قتل الأفغان ودمر العراق ودماء حلب تفور والجامعة العربية تندد وتشجب والضمير الأممي يعرب عن قلقه !!

راية الإسلام تقاتل الفرقاء تحتها ورفعها الخوارج وقاتل تحت لوائها السنة وحاول إحتكارها الشيعة ،وجاهد الأفغان تحت شعار واحد فلما إنتصروا تقاتلوا تحت نفس الشعار.

أيرلندا رفعت راية الصليب وذبح بعضهم بعضا والراية واحدة

غابت المبادىء وتحولت الألسن إلى راقصات ستربتيز وإنفصل الباطن عن الظاهر وإتخذ كل من اليمين واليسار إلهه هواه وصنع إلها من كلمات جوفاء كلما لاحت له مصلحة ووافقت هواه باع جزء منها ، فكفى كذبا أيها اليمين وكفى تدليسا أيها اليسار .

من هنا أحببت الكراهية كحبي للحب ويبقى ماذا ومن أكره وماذا ومن أحب ويبقى الصراط المستقيم هو الميزان ويبقى ضياع صدق الحرف هو المقت الأكبر وتبقى الكلمات الأخيرة إبتهال للواحد الديان

إهدنا الصراط المستقيم 


  • 2

   نشر في 05 ماي 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا