ان تقييم السياسة الخارجية لفرنسا ،يتطلب استدراك الملفات الاقليمية التي تشكل خطرا استراتيجيا على الداخل الفرنسي اولا :
ان سلسلة الجمهوريات المتعاقبة ،تستذكر التدخل الفرنسي العسكري المباشر في مالي ،التي تكتنز في ذهنية الفرنسيين ،احدى المستعمرات الفرنسية بكنوز افريقيا الغنية بالموارد الطبيعية ،
وطبيعة الامر السياسي الراهن في انه جزء من التاريخ الحضاري الذي يشكل الهوية وانجازات التحول على الصعيد الجيو-سياسي والثقافي لدى كل دولة
وبما ان الاتحاد الافريقي شكل معارضة مع محكمة الجنايات الدولية ،وانتج ذلك اخفاق الامم المتحدة عبر اجهزتها في معالجة قضايا القرن الافريقي خاصة على مستوى السودان والتشاد ،وخلقت هذه الازمات اضطرابا في مجلس الامن ،حرّكت الامم المتحدة قوافلها العسكرية باتجاه القرن الافريقي ،وهذا طبعا انتج الصدام الحضاري بين القارة السمراء والقارة البيضاء ،والتي جسدت ازمتها في الولاية المتحدة الاميركية خاصة مع طرد السود الليبيريبن منها ،
فالازمة الاقليمية تنطلق من منظمة الامم المتحدة بأجهزتها ووكالاتها الدولية ،خاصة مع ما تعانيه الاونروا من عجز في ميزانيتها ووقوف مخيمات اللجوء في صدام مع معها بما توكله اليهم من تنفيذ سياستها الاستراتيجية خاصة فيما يرتبط بالقضية الفلسطينية والصراع العربي مع اسرائيل ،
ولكن كيف بإمكاننا اليوم ان نترجم القرار الفرنسي بالتدخل العسكري المباشر في سوريا ؟؟؟؟
وفق المستجدات على الساحة السورية انطلاقا من القرارين الذين اتخذتهما الادارة الاميركية حول:
الاتفاق الاميركي -الكردي بقيام دولة كردستان الكبرى ،
واتخاذ قرار الانسحاب من سوريا....
وهذا يطرح فرضية انسحاب الولايات المتحدة لصالح دولة حليفة لها ،بإمكانها تدوير السياسات الدولية بمرونة اكثر من الولايات المتحدة الاميركية التي هي في حقيقة صدام مع المجتمع الدولي وخاصة ان سوريا اليوم على مقربة سياسية مع دول آسيا السوفيتية المتصادمة ايديولوجيا مع الرأسمالية الاميركية وفض الشراكات الاقتصادية التي أسس لها الرئيس الاميركي...والدولة الفرنسية ليست على خلاف عميق مع النمور الاسيوية وهذا في رأي الامريكان يسهل اداء المهمة الاميركية عن طريق فرنسا....
اما بشأن الاتفاق الاميركي -الكردي ،فلا بدّ للمجتمع الدولي ان يفهم طبيعة عمل السياسات الدولية والتي انتجت كما طرحت سابقا في تحليلاتي لعبة الملف النووي الايراني ،وليس الغاية منه انتاج القنبلة الذرية الايرانية بل خلق الصراع العسكري مع الكيان الاسرائيلي الذي سيواجه ايران عسكريا منعا لتحقيق مشروعها ،وهذا طبعا ما خططت له الدول الموقعة على الاتفاق ،وما يبرهن هذا التحليل هو اختراق المقاتلات العسكرية الحربية الاسرائيلية الاجواء الايرانية ،
وهذه حالة دولة كردستان ،التي لا تهدف من خلالها الولايات المتحدة الى ولادتها ،بل تهدف الى اتمام الصراع الكردي -العربي وعدم اتمام المشروع العربي القومي في المنطقة ،
خلق منطقة نزاع سيقف عليها الغرب الاورو-اميركي في وجه القوة الاسلامية لصالح الدولة العبرية.
وهذا لن ينتج سوى المزيد من المقاومة
التعليقات
قرات مقالك على عجالة من امري لأني كنت اقود السيارة و تفحصته عن اشتعال الضوء الأحمر و لم أستكمله
سأعيد قرائته في المكتب و بعين فاحصة
لأنه ببساطة قمة في التحليل السياسي الأخ سيد
مع احترامي