نحن مسلمون لن يصيبنا الكورونا
فيروس كورونا المستجد
نشر في 17 مارس 2020 وآخر تعديل بتاريخ 08 يناير 2024 .
في مجتمعاتنا العربية الكثيرون لا يهتمون لأمر فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" رغم إعلان منظمة الصحة العالمية الفيروس كوباء عالمي وجائحة، بل يواصلون نشاطهم وحياتهم وزحامهم واختلاطهم بشكل عادي وكأن لا شيء يحدث، وحينما تحاول الشرح لهم بأن كثرة الاختلاط سوف تسبب تضاعفا لمعدل انتشار المرض يقولون لك: "الله الحافظ" "قل لن يصيبا إلا ما كتب الله لنا" وغيرها من العبارات التي توحي بأنهم مؤمنون بقدر الله.
وفي الجزائر اليوم عدد الإصابات يفوق ال60 حالة، من بينهما خمس وفيات، وتعد البليدة أكثر الولايات إصابة بالفيروس، ومع هذا فالكثيرون يهملون إجراءات الوقاية، ولذا وجب علينا كشباب واع العمل على التوعية بكل الطرق والوسائل عن وجوب التزام البيوت، وعدم الاختلاط، ومقاطعة الأعراس، وكل من دعي إلى عرس عليه ألا يذهب، وهكذا...
يوم أمس وبينما أنا في قاعة الإنتظار لدى الطبيبة مرتدية الكمامة وأتجنب المصافحة ضحكت بعض السيدات مني، فَرُحْتُ أشرح لهن خطورة الوضع، فطبعا استهترن وقلن نفس العبارات عن حماية الله والموت قادم لا محالة، وزدن بالقول: نحن في الشرق الجزائري ينمو لدينا "نبات الشيح" ولذا لن يصيبنا المرض!!!
فكرت قليلا، ثم سألتهن عن الكليات الخمس في الشريعة الإسلامية، فلم يجبن، فأخبرتهن أنها حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسب، والمال، وبالتالي إن كنا حقا مؤمنين فعلينا أن نهتم بحفظ النفس، الذي أوصانا به ديننا فحرم قتلها، وحرم الانتحار، وأن ما يفعلونه من خلال هذه التجمعات هو بالضبط انتحار، لأن معدل الاصابات في الجزائر مرتفع وكذلك معدل الوفيات، وكلنا زاد الاختلاط وزاد السفر والتنقل كلما زاد خطر انتشار المرض، وأن المؤمن مكلف بحفظ نفسه وحفظ الآخرين، فإن لم يخش على نفسه عليه التفكير في الأطفال وكبار السن والمرضى المصابين بأمراض تقلل المناعة، فهل سيكون الواحد منا سعيدا لو تسبب بجهله واستهتاره في نقل المرض لهم؟!
الله سبحانه وتعالى يقول في محكم آياته: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" البقرة 195، وتفسير الآية لا يخص سبب النزول بل يتعداه لكل المهالك ماعدا الجهاد في سبيل الله، ولذا إن كنا مؤمنين بقضاء الله أن نكون حريصين على أنفسنا وأن نتخذ كل إجراءات الوقاية، وأن نأخذ بمعنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : "اعقلها وتوكل" بمعنى أنه علينا أن نحمي أنفسنا ونستعين بالله ونتضرع له بالدعاء والصلاة، لا أن نفعل كل ما يتسبب في نشر المرض ثم نقول الله الحافظ.
الصين استطاعت أن تسيطر على المرض وقد احتفلت منذ يومين بهذا، وماهذا إلا لأن شعبها كان واعيا بخطورة التجمعات فامتثلوا لأوامر الحكومة ولزموا بيوتهم وارتدوا الكمامات، وايضا تضرعوا لآلهتهم على اختلاف أديانهم، وكان نتيجة هذا أن الفيروس لم يجد البيئة المناسبة للانتشار، وبدأ ينحسر، وبدأت الصين بالعمل على نقل تجربتها هذه إلى دول أخرى، فأرسلت فريقا متخصصا إلى إيطاليا لتعليمهم.
فلماذا لا نكون بوعي الصينيين، ولكن هذا لا يعني أن يتم الهجوم على المحلات لاقتناء كل شيء مهم وغير مهم بكميات هائلة متناسين محدودي الدخل والمعدمين الذين تعودوا على العمل بشكل يومي للحصول على قوتهم، كونوا إنسانيين وأظهروا في هذه الحالة تدينكم وإسلامكم واشتروا اللوازم بعقلانية وفكروا في إخوانكم.
وبعد هذا نقول اللهم فرجها على إخواننا المسلمين في بؤر الحروب والنزاعات، الذين يعانون من ظروف قاسية تحت المدافع والقنابل والصواريخ، وعلى إخوتنا المعتقلين في السجون ويعيشون ظروفا صعبة.
اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيء الأسقام.
إقرأ أيضا: كورونا وباء عالمي والجزائريون يستهترون
المصادر:
منظمة الصحة العالمية تعلن كوفيد 19 جائحة عالمية
تعامل الجزائريين مع انتشار كورونا في الجزائر باستهتار
آخر مستجدات انتشار كورونا في الجزائر حتى 17 مارس
-
عاشقة الكتبأسعى لتعلم أكثر فأكثر