توجد عُقدة لازالت راسخة الجذور في بعض أولياء الأُمور، عُقدة للأسف أصبحت سلاحَ من لايُجيد كونه داعيا للصلاح ..

عُنف أولياء الأمور على أبناءهم ومن تحت سلطتهم ، منذ الصغر حتّى يشبُّوا موضوع في غاية الأسى والمهانة بأن يكون باقٍ حتى يومنا هذا ، أن أضرب ابني حتى يعتاد جلده زيارات تلك العصا أو "العِقال" لكي لايعود إلى خطئه ليتذّكر بأن الجزاء من جنس العمل ، والذي مفترضاً بأنّ صاحب العقال هو من يعقل عقْله قبل عقلِ شماغه !!

أن اكون مُحبّا عنيفا مُهتمّا جارحاً بانياً وهادماُ لا تجتمع هذه الصفات في آنٍ واحد ، أنت تخلق بفعلتك هذه عاهة متحركة بيننا ستصبح يوماً من الأيام عالةً على مجتمعها قبل أن تكون عليك ، والعواقب وخيمة ..

السبب الرئيسي في هروب الفتيات، تشّرد المراهقين، لجوء الزوجات الى الغرباء ، تدّني المستوى الدراسي، وارتفاع معدّلات الانحراف الأخلاقي والفكري، وكثرة الطلاق، هو بوجهة نظري من وليُّ الأمر الطامع بسلطة الجبر والقمع والذُلّ والعبودية بين أسرته وما هذا سوى الضعف بعينه وفقر الوازع الديني حتّى وإن أظهر للجميع ورِعه وتقواه ..

الإنسان بفطرته مجتمعيّ يجد ما ينقصه فيمن حوله، فاذا لم يكن للاحتواء والاهتمام والدعم النفسي المعنوي موطنٌ خِصب في وليّ الأمر وهو من على رأس الهرم العائلي الإجتماعي ، فعند من سيكون كل هذا سوى للغريب المُريب !!

لا أنكرُ ابدا جهود بعض المؤسسات الحكومية التي تعمل كملجأ ومُعين لمثل هكذا حالات أسرية، لكن في المُقابل لماذا لا يكون الإصلاح ووضع العِبر من لُبّ البذرة قبل أن يكون في فرع الشجرة، والمقصد بأن يؤخذ بعين الإعتبار بأن هذا الوليّ مُجرم ويستحق العقوبة وإزالة ولايته قبل اللجوء للتصالح الذي أرى بانه فقط كمعاهدة سلامٍ ورقية لا جدوى منها سوى خلق غيمة مُظّلة في صحراء قاحلة لاتلبث فترة إلاّ وترحل ..

مشكلة انتقال العادات والتقاليد السيئة من الأجداد إلى من بعدهم في سلسلة لا نهاية لها من الأخطاء المغطّاة بأفكار لا جدوى منها والمتغّيرة من جيل إلى جيل لا زالت قائمة ، فماكان يصلح قبل ثلاثون عاما لايصلح اليوم، وما يصلح اليوم لا يكون بالضرورة يصلح بعد سنوات ، نحن نعيش بين كثيرٍ من التراكمات الفكرية الخاطئة التي تحتاج إلى تغيير لا إلى تسيير ، وما خفي أعظم !!

عموما ، ادعوا لمن تحت ولايتك بالصلاح بالتي هي أحسن لا تبريحك إيّاه ضرباً وعُنفا حتى “الصِياح“ ، لا أنت أصلحت مابه لباقي العمر ولا هو رأى للصلاح درباّ وممرّ ..

#انتهى

بقلم : مكسور جوركي

ء @MaksorGorky