سلام عليكم
عليكم السلام، معلش العداد مش شغال!
من منا سمع تلك الجملة البغيضة؟ فالحديث عن عداد سيارة الأجرة مع السائق يشعرك بأنكما تتحدثان عن احد الأقارب المريض و إن شاء الله سيشُفي قريبا!
وبعدها تبدأ سلسلة الانتقادات الوهمية فيقول : تلك الفتاة لا يجب أن تضع 'الاحمر و الاصفر' ولا يجب أن ترتدي هذا او ذاك و اين الاحترام .. ثم تبدأ بعض الشتائم بالكلاكس الخاص بسيارته ﻷن في اعتقاده أن الاخرون لا يعرفون معني السواقة الصحيحة و هو فقط الذي يعرفها بالطبع من خلال النظر بالمرآة او بدونها علي النساء و الفتيات !
انا لا اريد منك أن تحدثني في المقابل عن الثقافة او الشارع ولا عن نجيب محفوظ و قصصه التي عن الطبقة الشعبية البسيطة ولا اريدك أن تحدثني عن دراستي ولا عن حياتي او مشاكلي ، انا فقط اريد منك أن تتحلي بالقيم و تصمت.
هذا كل ما اريده ، و كل ما اشعر به داخل "اغلب" سيارات التاكسي هو أني محتجز في غرفة داخل مصحة نفسية مع رفيق يشعر بالسخط من كل شئ يعاني من اضطرابات الغضب و يتسم بالعدوانية المفرطة ، وإذا تركته و ذهبت لتستدعي "وسيلة النقل الخاصة" بدون ذكر اسماء ، فلتجهز جيوبك لتفرغ بعض ما فيها إن لم يكن كله .. انت و مشوارك!
حسنا.. تركت التاكسي و ذهبت "للميكروباص" الذي لا يقف لك و لي في مكان محدد من الأساس مثل "أتوبيس النقل العام" ولكن الميكروباص مختلف قليلا فيظل السائق يتأني ببطئ بسفينته و إحساس البرشامة يجري في عروقه و يمتع مزاجه بها حتي ينقض البشر للداخل بعضهم مثل القطيع و يأتي اثنان من الحجم الضخم يعطونك 'كتف' لتخرج من حلبة المصارعة ولن يتذكرك احد إذا سقطت مثل الماشية التي تذبح، ففي النهاية انت لست محمد علي ليحزن علي نهايتك احد، و بعد كل هذا ستحاول ركوب الميكروباص التالي و تستمع لما يسمي اغاني المهرجانات التي يتمزج بها السائق او "الضارب" او ايا كان اسمه ، ولكن ابتعد عن الأتوبيس فهو سيقذفك في اي اتجاه و اي مكان في منتصف الطريق و ستكون سعيد الحظ إن رماك في شارع مزدحم.
و يمكنك بعدها أن تغير اتجاهك و تذهب لتأخذ "المترو" و هناك اقابل اصدقائي الغرباء المحللين النفسيين الذين يظلوا يراقبونك طوال الرحلة من محطة لأخري بدون سبب و تحاول تجنبهم فتنظر بإتجاه اخر و تري نفس الحدث، حتي تأتي لحـظة "الوحدة الوطنية" عندما يقف القطار في محطة ما ولا تفتح ابوابه فتأخذ بيد اخاك المصري لتنفيذ تلك المهمة بفتح الباب في اتجاه حلوان ، ولن تسمع موسيقي فيلم "الطريق إلي إيلات" بعدها لأنك بالفعل سيكون قد تم دفعك للعدم، لأن الناس تريد الصعود قبل غلق الباب مرة اخري و سبحان الله يغُلق و هو يتحرك ، ثم يأتي بسرعة في مخيلتك ما كان يدور في ذهن سائق القطار هل حتي يعرف انه يوجد في قطاره عطل ما ؟ أشُك.
فيا رفاق القطار انا لا اريد منكم أن تتعمقوا في النظر نحو شاب ما او فتاة فلا تعتقدوا انه شاب تافه ذاهب إلي مكان تافه ولا انه شاب مكافح والدولة تحاربه و تحارب احلامه ولا انها فتاة تعاني من الاكتئاب في حياتها او مجروحة عاطفيا ، فقط كل ما اريده منكم هو أن تَنْظُرُوا في اتجاهكم فقط !
و الان تحدثنا عن بعض المواصلات السوداء المليئة بالمكسرات و السؤال هو الا يوجد نوع اخر من الاطعمة لأنني اصبحت مصاب بالحساسية منها؟
-
Ahmed Faroukمقالاتي : http://www.sasapost.com/opinion/al-manial/ حي علي الفلاح http://www.shbabmisr.com/t~124609 الفن و القدر