الامبراطور تيبيريوس و ادارة الدولة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الامبراطور تيبيريوس و ادارة الدولة

سياسته في ادارة ولايات الإمبراطورية

  نشر في 24 يوليوز 2023 .

لم يكن تيبيريوس رجلاً محبوباً ، الا انه كان ممن يتمتعون باحساس قوي جداً بالواجب ، اذ استطاع خلال سنوات حكمه الأولى أن يدعم اركان الامبراطورية الرومانية دعماً قوياً من الناحية الادارية والاقتصادية والعسكرية التي كان أوغسطس وضع قواعدها( ).

لذلك يمثل عصره امتداداً طبيعياً لعصر أغسطس ، ذلك الرجل الذي جمع السلطات بيده، وحكم ولايات عدة ، وفق برنامج عمل شمل جميع قطاعات الإمبراطورية ، هذه السياسة نفذها تيبيريوس بشكل كامل .

عين تيبيريوس قبل توليه السلطة في روما في مناصب عدة ، جعلته ذات خبرة كبيرة في ادارة الحكم والامبراطورية ( ) .

وعلى الرغم من ان الإمبراطور لم يكن محترماً لقدراته وانتصاراته العسكرية وخبرته في الجوانب الادارية ، فقد كان ارستقراطياً محافظاً عرف بنصحه السياسي وتقديره الواجب ، فضلاً عن حرصه على تنفيذ القانون ( ).

كانت أول أعماله، تحسين الجهاز الإداري للإمبراطورية إذ صاراختيار الحاكم حسب الكفاءة و جعل منصب محافظ روما بشكل دائم ، يعهد لرجل معروف بالحنكة و عضو في مجلس الشيوخ (Senatus) ،  شرط أن يكون بين القناصل السابقين ، و تكون تحت أمرته الكتائب الثلاثة الخاصة بالمدينة، و لم تشر المصادر () إلى أن هذا الإجراء كان قبل انتحار سيجانوس أم  بعده.

كان حكم تيبيريوس بالنسبة للولايات عهد رخاء وسلام ، لم يدخر جهداً في العناية بجميع شؤون البلاد الداخلية والخارجية ، اذ سرعان ما شقت الطرق وشيدت المستوطنات ، واتبع سياسة اقتصادية عادلة ، اذ حرص على تعيين حكام عادلين ، منح مجلس الولايات حرية أكثر ، فقد كان عطوفاً عليهم ، فعندما ضرب زلزال مناطق عدة من اسيا الصغرى ، أمر بتقديم القروض والاعانات للمتضررين ، بعد ان اوقف عنهم دفع الضرائب لثلاثة اعوام ، ويروى ان تيبيريوس قد استدعى احد عمال جباية الضرائب المثول امامه مما كان من هذا العامل ، وقد استولى على الأخير الخوف والهلع ، اذ اثر ان يتجرع السم على ان يواجه قضاء محتوم ، مما يد على ان ادارة البلاد كانت تدار بحكمة ودراية ( ).                                                                                                وتابع  و الإمبراطور تيبيريوس سياسة الضم التي بدأها أوغسطس عام (17م) بضم كوماجينة () ، و على أثر ذلك شهدت هذه المملكة اضطرابات ما بين مؤيد و معارض للحكم الروماني ، وانتهت بتحويلها إلى ولاية رومانية ، خاضعة لسلطة حاكم سوريا لما يقرب عشرين عاماً () ، و يشير يوسيفوس() "إلى أن هذا الضم كان بموافقة اشراف المملكة ، و انتدب سرفوس (Servaeus) والياً عليها .                                               وكان أول إجراء اتخذه الإمبراطور تيبيريوس بعد توليه السلطة هو تعيين فالريوس كراتوس والياً على يهوذا عام (15م) ثم خلفه عليها بيلاطس النبطي عام (26م) ، و ظهر في هذه المدة رجلُ يدعى اغريبيا بن ارسطوبولس الذي أعدمه أبوه هيرودوس الأكبر ، فذهب الى روما مطالباً بملك ابيه وجده ، الأمر الذي دفع الإمبراطور الى زجه في السجن و بقى في السجن حتى وفاة الإمبراطور تيبيريوس () .                             اسهم الإمبراطور في معالجة الكثير من القضايا المحلية في الولايات ، ولاسيما في مملكة الانباط ‘ التي تقع في المناطق الجنوبية من سورية ، اطلق عليها الرومان اسم بلاد العرب الصخرية ، عاصمتها البتراء ، استغل اهل الانباط التنافس بين البطالمة و السلوقيين ، فعملوا على تقوية مملكتهم ، و قد ضمت دمشق و سهل البقاع و الأقسام الجنوبية و الشرقية من فلسطين و حوران وادوم و مدين و سواحل البحر الأحمر () ، أذ امتلكت الانباط قوة كبيرة ، تمكنوا بواسطتها من ضم مدينة دمشق عام(37م) أيام الحارث الرابع() إذ كانوا على خلاف مع هيرودوس بن انتيباس () حاكم يهوذا()، إذ كان الحاكم ما أن تسلم السلطة حتى بدأ يشن حرباً على خصومه ، ثم ما لبث أن شن حرباً على الانباط عبر الأردن شرقاً() و كان على اثر هزيمته مع الانباط () ، اراد الرومان الانتصار له إذ كانوا يتأهبون لشن حملة عسكرية على الأنباط ، فتوجه الحاكم الروماني إلى فلسطين ، وقام بزيارة أورشليم ، وهناك وافته الاخبار بوفاة الإمبراطور تيبيريوس ، فقرر العودة إلى انطاكية().                                                                                    يعد تيبيريوس أول من أخضع تدمر للحكم الروماني ، فقد ضمها عام(19م) وهذه المملكة نشأت في بادية الشام حول نبع غزير المياه غرب نهر الفرات و شرق نهر العاصي ، ذات ارض خصبة حول عين ماء تسمى (أفقا) في منتصف المسافة تقريباً بين نهر الفرات و بين دمشق ، و تبعد خمسين ميلاً عن حمص ، أصبحت فيما بعد محطة للقوافل التجارية القادمة من بلاد اليمن و العراق ، ثم ضمت في عهد الإمبراطور تيبيريوس ، إذ كانت السيطرة الرومانية عليها إدارية لا عسكرية ، كما تبين من قائمة الضرائب التي وضعت ايام جرمانيكوس (17-19م) ، و قد منحت عناية خاصة ، إذ كانت تدمر () تسيطر على أهم الطرق التجارية في المنطقة ، فضلاً عن موقعها المهم بين إمبراطوريتين عظيمتين و متخاصمتين () ، و قد وجد فيها نصب أقامه ممثل الكتيبة العاشرة للإمبراطورية و ابن أخيه جرمانيكوس().                                                   ضم تيبيريوس كذلك مملكة فيليب بعد وفاته ، إذ أصبحت تابعة لسوريا حتى عام (37م) ،نصب عليها ، اغريبيا الأول ابن أخ الإمبراطور ().                                          تميز عهد تيبيريوس بالصراع على الحكم ، كالصراع بين جرمانيكوس و بيزو حاكم سورية ، مما أدى الى إهمال معظم الولاة و الولايات ، إذ تركت سوريا بدون حاكم لمدة سنتين()

دام هذا الحكم تسع سنين ، ازدهرت فيه روما والولايات التابعة لها ، اذ لم تر خيراً منها في تاريخها كله ، وحسبنا ان نذكر شاهداً على هذا ان تيبيريوس الذي وجد خزانة الدولة حين تولى السطة في روما كانت مائة مليون سترس ، وترك فيها حين وفاته ( 2,700.000.000 ) دون ان يفرض ضرائب جديدة ( ).


  • 1

   نشر في 24 يوليوز 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم







عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا