تخيل أنني أفتح الباب فأراك ،وأمسكُ وجهك لكي أصدق، وألتقط المشهد،وأحكم قبضة عيني على محيّاك، وأعقص حواسي فأتحقق، وتشرق لحظاتي،فلايتحرك رمشي حتى تتخَّلد الأوقات، ويصمتُ المكان احتراماً لهيبة الإحساس، وأصرخ قائلة : كم أنت رائع .
نحطّم عتبات الرحيل، ونعطلُ أجراس الغياب، ونرتدي أثواباً ملأناها حضوراً، فتنبت على أزرارها البهجة،َ وسرعان ما يُزهر الدم في أوردتنا، وأصبح ملكة في الجمال ،وأهديكَ تاج إعجابي، وندخل مدينة الدهشة، فيقفز قوس قزح من بين أصابعي، ويحيينا الحجر، وينبت على الصخر عشباً لم أره من قبل، وتتراقص المياه في البحيرات،ويطير من حنجرتي الكروان، وتأتي الطرقات إلينا طرباً للحن عزفناه ،فتحملنا الطيور إلى زرقة السماء، وتتلون أجسادنا بألوان الشمس الذهبية، ويفرش لنا الفضاء موائده لقاءَ لاينضب .
أتخيّل أنك تقترب وتتعجّل الزمان، وتُلوح بحلمي في واحات جرداء، فتتحول إلى غابات تعجُّ بالعناق، وتحاكيني الغزلان، وأقفز مع الأرانب، وتحتفل بناالمواسم ، وتنحني لنا الفصول
وأتسلّق الأشجار، وأسقط على يديك فتصير أرجوحة ، وأختبئ منك، وتوشي بمكاني الأغصان، وأسرع إليك، فتفتح لي يديك، ويحتضنني نبض قلبك، ، ونقتسم حبة جوز الهند، وتطعمني حصتك، ونكتب بحبات الكرز شيئاً نعرفه وحدنا،وأنفخ إليك قبلة ،تتبعها قبلة، فتقول لي: لم تصلنِ القبل بعد، ويبتسم الحنان على وجنتيك، فأرسل لكَ المزيد، وتصعد بي على متن مركب في النهر،أسميتَه باسمي، وجدّفناه بشهقات تدوم، وأغفو على كتفك متعبة،وأشبك يدي بيديك فأتورّم دفئاً، ونزور كوكباً بعيداً، أطلٌقتُ عليه اسمكَ، ينبض بالحياة عندما تطؤه قدماك،ويضيء من نور جبينك، وألتقطُ النجوم واحدة لي واثنتين لكَ، ولا أعيرُ للقمر انتباها، وأخبئ حلمي معكّ وتقلّدني وسام الفرح، أهمسُ لكّ: شكراً لانك هنا، لا أتخيَّل حياتي من دونكَ .
-
Tahaniدرست التحليل النفسي في الأدب