إكمالاً لما سبق، توقفت لدى فكرتين مهمتين و تعريفين أردت أن أطرحهما وسؤالين أردت الإجابة عنهما و افترضت أنه لولا وجود إجابة لهذين السؤالين ستبدو حجتي ضعيفة وغبية على مرأى ونظر الجميع، كان السؤال الأول ما هو تعريف السعادة؟ والثاني ماهي كيفية الوصول لما عرفناه ونعتناه بالسعادة؟ .......
أما السعادة فمن الممكن أن أختصرها بقولي بأنها حالة شعورية لدى الشخص يشعر بها أحيانا عندما يكون سعيداً وغير مكترث ومبال بأي تأثيرات خارجية سلبية وأعود لصياغة المصطلحات وتعريفها، فما هي السلبية التي ننعتها على أنها كذلك؟ لاأدري...
الشعور الإيجابي "وكل هذا وجهة نظر لا اكثر" يمكن أن أصفه بأنه حب إجباري يطرأ على الشخص الذي يمارس نشاطا معينا ومن الممكن أن يكون النشاط هنا بدني أو حسي أو حتى معنوي. وهذا الحس هو صدمة تطرأ على الشخص تعرف بالإيجابية وعندما تأتي الإيجابية وتصدم شخصا تفرز ما يسمى بهرمونات السعادة أو الدوبامين، فمن الممكن أن يكون الشخص سعيداً تحت تأثير كيميائي، فقط إحقن جسماً بالدوبامين وسيشعر بأنه سعيد، ولكن هل هنالك اختلاف بين السعادة المحفزة كيميائياً والسعادة المتولدة حقيقيا جسميا؟؟ بالطبع لا أدري..... ولكني أظن بشدة بأن تحفيز السعادة بالكيميائيات يرهق الجسم فالسعادة هنا غير مبررة وتوصل الجسم لحالة من التعاسة بعد مدة، الكيميائيات كالدوبامين وأمثالها التي تنشط شعور السعادة والراحة توجد كمركبات في تصنيع المخدرات لذا ومع أنه ليس لدي حجة قاطعة على ما أقول أزعم بأن المخدرات أو ما سوف أنعتها بالدوبامين المستحث أو السعادة المستحثة تؤثر على الشخص بجعله سعيدا لحظيا وثم تجعله تعيساً جدا خصوصا إذا بدأ بفقد السعادة التي اكتسبها، بينما السعادة الطبيعية لها تأثير مغاير فتكون لفترة أطول وقد لا تأتي بتلك التعاسة الكبيرة عند فقدانها فستبقى منها كميات(رشفات)صغيرة تفرز على فترات طويلة نسبياً نسميها ذاكرة سعيدة، على أية حال هنالك اختلاف دائما بين السعادة الحقيقة والكيميائية المستحثة وما يطمح إليه الشخص دائما هو السعادة الحقيقية لأنها لا تحتاج مالا ليدفع ولا تحتاج أجهزة لتستخدم و تحقن ، هي لا تحتاج شيئاً أبدا أصلا ولكن المهم بالموضوع أن السعادة صعبة الإرضاء والتكون ، وبهذا القدر أكتفي بالتعريف عن السعادة وأدعو الجميع لمشاركتي في وضع معنى للسعادة التي نستنشقها ونستشعرها يومياً وقد يكون ذلك خاطئاً ولكننا لابد أننا إستشعرناها في يوم من الأيام في حياتنا وخضنا تجربة معها وحزنّا لفقدانها، فكل شخص مؤهل لأن يصيغ تعريفه الخاص عنها فما هي هذه السعادة؟
ومَنْ يمكن أن يحوزَ أفضل تعريف للسعادة فهو أتعس الناس فكل شيء بالضد يظهر ولا يعرف السعادة سوى فاقدها ولن ينتبه لأصغر تفاصيلها سوى من على وشك الموت....