في هذا الزمن أصبح أغلب الناس يعبدون الله شكليا فقط ، وبالمقابل بتنا نقدس الشيطان ونتبع أوامره ، يقول النبي محمد (ص) " يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر " وما أصعب القبض على الجمر ، وأعتقد أن الزمن الذي تحدث عنه الرسول (ص) هو زماننا الحالي .
الله سبحانه وتعالى لا يريد منا أن نعبده في بعض الأمور و نتركه في الأمور الأخرى ، بل يجب أن نعبده ونطيعه طاعة كاملة في جميع أوامره ، و أن نجتنب جميع نواهيه ، ولكننا للأسف نفتش عن الأمور التي تخدمنا من الدين ، و نتجاهل كل مالا نريده ، فأصبحنا مثل الشعوب المندثرة نعبد أكثر من إلاه ، إلاه للرغبة نسأله بأن يحقق مطالبنا و أمنياتنا ، وإلاه للرهبة ندعوه عندما نقع في مصيبة ونريد من الله المساعدة ليخلصنا من مشاكلنا و همومنا ، ونتناسى الله باقي الأيام و الأحوال ، مع أن الله واحد أحد يجب أن نخافه و نستشعر وجوده ونلجأ إليه في جميع الأحوال .
الله سبحانه وتعالى أمرنا بالصدق وأمرنا الشيطان بالكذب ، أمرنا الله أن نذكر المؤمنين و المؤمنات بالخير و أمرنا الشيطان بالغيبة و النميمة ، أمرنا الله بنظافة اللسان - النظافة المعنوية - وامرنا الشيطان بالشتم و السب ، أمرنا الله بعدم الإستماع للأغاني و حثنا الشيطان بالإستماع إليها ، أمرنا الله بالهدوء و الطمأنينة و أمرنا الشيطان بالغضب ، أمرنا الله بالحب و أمرنا الشيطان بالكره ، أمرنا الله بمساعدة الناس ، و نهانا الشيطان بذلك ، ( الشيطان يعدكم الفقر يأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم ) ( 268 ، سورة البقرة ) .
والآن كم منا من يعبد الشيطان ؟ الكثير طبعا ، هذا لأننا لا نعي أو ندرك حكمة الله في أموامره و نواهيه ، يجب علينا أن نفهم أن ما منعه الله علينا هو لمصلحتنا ، و لله الحمد العلم يثبت في كل فترة أضرار الأمور التي حرمت علينا في الإسلام ، فهل من متعض يفيق من سباته العميق ؟
إن كنا لا نثق بحكمة الله في تحريمه للمحرمات ، و نتسابق إلى فعل ما يأمرنا به الشيطان الرجيم ، فلم لا نعبد الشيطان ؟
بذلك نوفر على الإسلام الكثير ممن يسيؤون إليه ويشوهونه ، وبالتالي سيعرف العالم أجمع الإسلام الحقيقي ، و سيتمكن غير المسلمين بسهولة من إعتناقه ، تحضرني مقولة لإحدى الشخصيات يقول فيها بما معناه : " أحمد الله بأني أسلمت قبل أن أرى المسلمين " ويقول أحد آخر بما معناه : " في الشرق رأيت المسلمين ولكني لم أرى الإسلام ، وفي الغرب رأيت الإسلام ولكن لم أرى المسلمين " .
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم