يبحث كثير من الناس عن التحضر والسعي وراء التحضر والتمدن بلهفه شديدة دون النظر إلى أفات هذا التحضر المهتم بالمفهوم المادي فقط الذي نتج عنه الفراغ الديني في الغرب والذي أدى الى الانتحار واهلاك النفس، لأنهم اغفلوا الجانب الروحي الذي ينعش النفس ويجعلها سعيدة مستقرة
* "الحضارة الإسلامية هي: الحضارة الخالدة القائمة على الجمع بين متطلبات المادة والروح، وحاجات النفس والجسد، فتحقق للإنسان السعادة الغامرة في الدنيا والآخرة بسبب اقتران العقيدة مع العبادة، والمعاملة، فينجم عنها صقل الوجدان الإنساني، وهدوء البال، وراحة الضمير، وترقية الأحاسيس والمشاعر، وتهذيب النفس والسمو بها إلى مستوى حضاري عظيم وكريم وشامل. إن الإيمان مصدر بناء الحضارة وأساس تقديمها والحفاظ عليها، لأن القوة المعنوية للإنسان أهم من قوته البدنية، وأثرها في حياته وأعماله أكبر من أثر القوة البدنية، وإن العبادات أو أركان الإسلام الخمسة من الإقرار بالشهادتين، والصلاة والصوم والحج والزكاة ذات قيمة حضارية ملموسة، تبني شخصية الإنسان، وترفع من كفاءته في العمل، وتحقيق التوازن والانسجام بين المسعى والهدف، وتوفر للإنسان رقابة ذاتية تبعثه على الإخلاص والإتقان، والتفاني في أداء الواجب والمعاملة النظيفة والصحيحة تنمو في ظل العقيدة الصحيحة، والعبادة القويمة وتنشر ظلال السعادة على النفس والآخرين. وتتميز الحضارة الإسلامية عن الحضارة المادية بالسماحة وتجنب التعصب، عملاً بالقاعدة النبوية "الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها التقطها" [كشف الخفاء للعجلوني، ص435] أو "فإذا وجدها فهو أحق بها"، وهي ذات طبيعة متميزة عن الشرق والغرب، لا مغايرة لها، ولا تجمع بين المتناقصين، وذات بنية واحدة، وليست كثنائية الغرب. ومقومات الحضارة الإسلامية أربعة لتحقيق الشمول والاستقرار والدوام، وهي مجموعة في قول الله تعالى في قصة قارون: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 88]. أي أنها توجيه الحضارة نحو عالم المستقبل في الآخرة، وتعمير الدنيا وبناء الحضارة على عنصر الخير والإحسان، ومنع الفساد والإفساد والضرر بالناس، ويؤيد ذلك [سورة العصر: 1-3]: {وَالْعَصْرِ . إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}."
* ان المدنية والتحضر التي تفصل الدين عن الدولة في قضيا الحياة الدنيوية ولا تقيد بضوابط الشرع هي مدنية زائفة مزعومة بعيدة عن هداية رب السموات فمئالها الي الانقراض والانهيار والعياذ بالله.
#أسعد_المدني
-
Aboferas Asaadأبحث عن المفيد والجديد وأنقله لكم في قالب جميل أتتمنى أن يعجبكم وأن تروا ما أشاهده من جمال وروعة في هذا الكون الفسيح محبكم أبو فراس