تلسكوب وميكروسكوب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تلسكوب وميكروسكوب

  نشر في 24 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


جلس مستلقيا محدقا في النجوم في ليلة صافية وبعينين باحثتين مفتشتين حتى وجدها فتهللت ثناياه وابتسم محدقا بعينيه المجردتين نحو الأعالى حتى وجدها فارضة نفسها بشموخ الآلهة الرومانية فلا يجابه نورها أحد في السماء . إنها فينوس آلهة الحب والجمال التي خلقت في صدفة كلؤلؤة متألقة فاتنة عقول البشر حتى أنجبت كيوبيد إله الحب وتهبه للبشرية حتى اكتمل عطاؤها ورضى عنها البشر فعبدوها وتفنن شعراؤهم في أساليب مدحها وظهرت غايات الإبداع في رسمها ونحتها لتفي البشرية بهبات " الآلهة " .

ابتسامة تكونت على شفتيه بينما انعقد حاجبيه ساخرا من "حقيقة" هدمها اختراع يسمى ب"التلسكوب" .

الذكريات تجتاح عقله لتنقله إلى ذلك اليوم حينما أهداه والده تلسكوبا فلكيا ليحقق حلمه الأبدي برؤية فينوس . مسرعا نحو الأفق منتظرا لحلول الظلام حتى كانت الصدمة !!

نظر وأمعن النظر ، فرك عينيه بشدة وتحركت شفتيه بلا وعي قائلا " هل هذه فينوس !! "

ما رآه كان كوكب ترابي يحتل المركز الثاني في المجموعة الشمسية ذا غلاف جوى مشبع بغاز أكسيد الكربون وغاز أكسيد الكبريت والذى يكفي مجرد استنشاقهما لإفناء الجنس البشرى عن بكرة أبيه !! حاول أن ينفض الغبار عن أفكاره السابقة ودقق أكثر ليرى عدد هائل من البراكين تملأ كافة أرجائها . فرك عينيه ثانية وبلا وعى تحركت شفتيه " جهنم .... فينوس ما هي إلا جهنم "

وعيه يغادر عالم ذكرياته ثانية ليتبسم مخاطبا السماء " فينوس أيتها الشيطانة المخادعة لولا عيني الجديدة لوقعت في شباك إفكك "

يبدو أن عقله قد تعاقد مع ذكرياته فها هو يتذكر معلم العلوم وذاك اليوم المثلج حينما انفتحت نوافذ الفصل بجزيئات الثلج لتعلن الطبيعة عن جبروتها ولتظهر سؤالا من العدم جرى على لسان معلمه حينما نظر لجزيئات الثلج " في نظركم هل يوجد ما هو أصغر من تلك القطعة " مشيرا إلى الثلج

صيحات الجميع تعالت كل منهم يريد أن يجيب على سؤال المعلم " سن دبوس .. نقطة صغيرة ......... إلخ "

ومن درجه أخرج المعلم ذلك الجهاز العجيب الذى رآه لأول مره وقال " هل تتخيلون عالما كاملا يسكن تلك القطعة ؟؟ إليكم الساحر الصغير أو ما يعرف بالميكروسكوب " ثم طلب من الجميع التقدم لرؤية العالم المجهري . يتذكر حينما حان دوره وذاك الشعور بالتعجب والحذر وذاك الارتجاف من وجود عالم متناهي الصغر .. كيف يمكن هذا ؟؟ ولكن لحظات ما ظهرت الحقيقة وأعلن العالم المجهري عن جبروته وعبقرية ذراته وجزيئاته . حينها اكتشف ما كان ينقصه " عينه الأخرى " .

ذكرياته تغادره ويعلن وعيه سيطرته على عقله متفكرا في فلسفته الحديثة عن الحياة

" كل ما تحتاج إليه هو عينين لترى فعين التلسكوب التي ترى الأمور بكليتها ،بمجملها وتبحث عن صورة كلية وقالب عام ، هدف أكبر وغاية لكل شيء ولطالما ربطها ب " لماذا ؟"

لماذا خلقت على هذا الكوكب ؟ ما هو هدفك وما هو كيانك ؟ " ولماذا تسعي إليه ؟ لماذا هذا الحلم ؟ لماذا هذا الاختيار؟ لماذا هذا الهدف ؟؟

ثم هناك العين الأخرى وهي عين الميكروسكوب المتفحص لدقيق الأشياء الباحث عن العلاقات والروابط بين التفاصيل ودائما ما ربطه ب " كيف "

كيف تحقق ما تريد ؟؟ كيف تحقق كينونتك وتثبت كيانك ؟ كيف تطورحياتك من ماضي إلى حاضر إلي مستقبل يتشكل بفعل ؟

"لماذا وكيف ؟؟

غاية ووسيلة ؟؟

تلسكوب وميكروسكوب "


  • 4

   نشر في 24 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا