قصة فيلم مولانا .. وسر اقصاء إبراهيم عيسي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قصة فيلم مولانا .. وسر اقصاء إبراهيم عيسي

فيلم " مولانا "

  نشر في 14 يناير 2017 .

" مش ممكن أصدق أبدا ان شاب زى حسن مسئول لوحده عن الخطة الجهنمية ده ، كلنا مسئولين يا ابونا مسلمين ومسيحيين "

بهذه الكلمات كان يختتم الشيخ حاتم " عمرو سعد " حواره داخل الكنيسة وهو يتحدث عن الشاب حسن " أحمد مجدي " الذي فجر الكنيسة ، يتحدث بدموعه ودموع كل الحاضرين مسلمين ومسيحيين يلومهم جميعا إلي ما وصل إليه. " مولانا " الفيلم المصري الذي أثار ضجة كبيرة وتساؤلات كثيرة وظهرت العديد من الانتقادات حتي قبل ظهوره علي شاشات السينما ،حتى أن بعض الشباب دشنوا حملة "أوقفوا فيلم مولانا " باعتباره فيه تشويه صورة الأئمة والدعاة وقوبل " مولانا " برفض حتى داخل اللجنة الدينية بمجلس النواب وأعلن البعض عن عزمهم تقديم بلاغ للنائب العام ضد صناع الفيلم في محاولة لايقاف عرضه داخل شاشات السينما ، والبعض رأي أنه حافظ علي هيبة الزي الأزهري وأنه ليس من الصحيح المطالبة بايقاف الفيلم وتركه للمشاهد هو من يختار ما يراه ويقتنع به ؟ قد تكون قصة الفيلم هي السبب وراء الهجوم وقد يكون صاحب الرواية هو السبب لما له من آراء مختلفة كثيرا ومدي هجومه الواسع والشرس علي أكثر من جهة ، وقد يكون أبطال هذا العمل هم السبب .

الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي صاحب رواية " مولانا " والتي استند عليها الفيلم كان أحد أسباب الهجوم العنيف ، فلم يكن إبراهيم عيسي كاتب وصاحب برامج شهيرة تتحدث في السياسة فقط ، بل كان له تاريخ طويل في مهاجمة أهل السنة والجماعات السلفية حتي أنه كان يهاجم بعض الصحابة . كثيرا ما كان يشن الكاتب إبراهيم عيسي هجوما شرسا علي الكثير من الشيوخ والدعاة واتهمهم بأنهم " شيوخ الفتنة " ولا ننسي كتابه الشهير " أفكار مهددة بالقتل من الشعراوي الي سلمان رشدي " وهجومه علي فضيلة الامام " محمد متولي الشعراوي " حتي أنه ذكر في بداية كتابه " .. فلم أر شيخا يمثل مجموعة من الأفكار الرجعية والمناهضة للعلم والتقدم إلا الشعراوي ولم أصادف – حتي الآن علي الأقل – رجل يستخدم كل المنحة الربانية التي أنعم عليه فيما يخدم التخلف بمثل ما رأيت الشيخ الشعراوي " وفي الفترة الأخيرة عاد من جديد ليهاجم الشيخ الشعراوي معتبرا اياه سبب في ارتداء بعض الفنانات للحجاب – وهذا يراه الكاتب تخلف وضد الدين - هكذا كان إبراهيم عيسي يهاجم أهل الدين واعتبرهم ضد المرأة والمسيحية وضد الانسانية كلها ، وتواصل هجومه ليشمل الدكتور " عمر عبد الكافي " واعتبر أن أغلب متابعيه من النساء والأطفال واعتبرهم شخصيات مقدسة لا يمكن أن تجادلها أو تختلف معها وأغلب - ان لم يكن كل - شيوخ السلفية هاجمهم بشراسة في كل لقاء له ، هاجم الوهابية وطريقتها واعتبرها أصل التخلف والرجعية وأنهم سبب وجود الكثير من الجماعات الإسلامية المسلحة والمتشددة فكريا ووصل هجومه لبعض الأئمة مثل " ابن تيمية " واعتبره أنه يحكم مصر بفكره المتخلف ، وكان يحاول الانتصار للتشيع حتي أنه في برنامج " الطريق الي كربلاء " ظهر برداء العزاء الشيعي واحيائه بعض مرويات التراث الشيعي والتي تطعن كثير من الصحابة وحينما قال كلمته الشهيرة " إنهم علي عينه ورأسه ولن ينتقدهم بمثقال حبة من خردل " ، وأضف علي هذا هجومه علي بعض الصحابة وطريقته في عرض بعض أحكام الدين بشكل قد يعتبره البعض استهزاء واضح للاسلام فتارة يحدثنا عن الآذان وتارة أخري يتحدث عن الحجاب ، كل هذا صنع صراع بين الكاتب ابراهيم عيسي وبين الكثيرين من المسلمين ليس السلفية فقط بل عموم الناس ممن أحبوا مشايخهم كفضيلة الامام " الشعراوي " ، كل هذه الأفكار التي حملها ابراهيم عيسي ومحاولته لتصحيح الدين – كما يري هو - حاول أن يخرجها في صورة سيناريو قد تكون هي الأقرب للمواطن المصري ، فهل ينجح الكاتب ابراهيم عيسي ؟

عمرو سعد أو " الشيخ حاتم " هو شخصية الكاتب المحورية التي تجمع صفات الشيخ المحافظ علي الزي الأزهري والذي يدافع عن ثوابت دينه ويدخل في معارك من أجلها إلا أنه لا يريد أن يقف في وجه السلطة ، هو الأب الحنون الذي انتظر سنوات من أجل أن يرزقه الله بطفل وهو الزوج الذي عشق زوجته " أميمة " ، هو الشخص المتزن فكريا سريع البديهة يخاطب كل الطبقات حتى البسطاء فاكتسب ثقة وحب واحترام الجميع ، وقبل أن نتحدث عن قصة " مولانا " أتذكر حينما رفضت الكنيسة فيلم للفنان هاني سلامة " الراهب " واعتبرت أنه لا يمكن لشخص يقدم أدوار جريئة أنه يقدم صورة شاب مسيحي راهب – وان كان تم تكذيب هذا من هاني سلامة – نعود الي قصة " مولانا " والتي تبدأ أحداثها مع الشيخ حاتم وهو أحد أشهر الدعاة المسلمين وكيف أنه تحول من امام بسيط في أحد المساجد الصغيرة الي شيخ ذاع صيته في كل مكان ؟ وكيف أنه حاول الخروج من الفكر المتشدد في وقت زاد فيه الصراع مع الفكر السلفي ؟ ويظل الشيخ حاتم هكذا محافظا علي ثوابته برغم كل الصراعات الداخلية من مرض ابنه الوحيد وتغير زوجته أميمة وعلاقته مع " نشوي " وهو ما حاولت أنه تستغله بعض الجهات الأمنية لتوريط الشيخ حاتم واستغلاله من أجل تنفيذ وتوجيه ما يخدم مصالحها ، وما إن اختلف الشيخ حاتم معهم " انقلب السحر علي الساحر "

صحيح أن الكاتب قدم لنا شخصية – خلاف ما توقعنا – فكنا نتخيل أن يقدم لنا شخصية رجل الدين المتشدد في أفكاره – حسب ما يرون هم – وسرعان تتوالي الأحداث ويتغير فكره وقد يكون هذا بسبب " قصة حب " تجمع بينه وبين البطله كما رأينا هذا في مسلسل " الداعية " وقد يكون بسبب الحياة الأسرية الجديدة كما رأينا في فيلم " الإرهابي " للفنان عادل امام والعديد من الأعمال الفنية الأخري التي تتناول الموضوع من جانب واحد ، إلا أن الكاتب هنا أراد أن يقدم لنا ما بين الامام الأزهري الذي يؤمن بالثوابت ويحافظ عليها وما بين خفة الظل والفاظه الظريفة ، وكعادة – ابراهيم عيسي – الذي حاول أن يطرح بعض القضايا الدينية في مضمون السيناريو دون الحديث بالتفصيل عنها ونعرض من هذا مثلا :-

القصة التي جمعت بين سيدنا عثمان بن عفان وبين أبي ذر الغفاري ورفض الشيخ حاتم الحديث عنها في وسائل الاعلام خشية الهجوم عليه واتهامه بتجريح الصحاية وهو ما يشير بالضرورة لآراء الكاتب بنفسه ، واعتباره أن الاسلام بعد وفاة النبي -صلي الله عليه وسلم- أصبح سياسة حتى أن المسيحية بعد أن خرجت من بيت لحم أصبحت سياسه وهذه دائما الكلمات التى يرددها الكاتب في حواراته المختلفة ، وأيضا حديثه داخل السيناريو عن ملك اليمين للمسلمين والجواري للمسيحيين – حسب رأي الكاتب - وعن حديث البخاري حول المراه اذا هجرت فراش زوجها ولعنها من الملائكة حتى ترجع وتابع الشيخ حاتم – حسب ما يري الكاتب - أنه هناك آلاف الأحاديث الضعيفة التي يجب مراجعتها واعتبر أن العبادة لله وليس للبخاري في إشارة لانتقاد مباشر للامام البخاري وغيره ، ونجد مثلا الاستهزاء بالخلوة الشرعية وحديثه عن " المعتزلة " في أكثر من موضع ونظريتهم والتي تميزت بتقديم العقل علي النقل ، ثم يذهب بنا الكاتب أن رحمة الله شملت كل الناس واعتبر أن الجنة والنار ليست مقصورة علي المسلمين فقط بل هي ارادة الله في الآخرة يدخل من يشاء أيا كانت ديانته واعتبر الكاتب – دون علم للشرح منه – أن الاسلام يشمل كل الديانات في رد للشيخ حاتم حول } وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ { " آل عمران : 85 " وهنا يري أن الجنة إن كانت للمسلمين فقط فكل أهل الدينات مسلمين – وهو ما يخالف أهل التفسير – وجاء الكاتب للحديث عن سيدنا إبراهيم في حديث " نحن أحق بالشك من إبراهيم " وكعادة الكاتب بفهمه المغلوط للأحاديث اتهم سيدنا إبراهيم بأنه مر بمرحلة الشك قبل النبوة ، متجاهلا عن عمد كافة آراء أهل التفسير ، وفي قوله سبحانه وتعالي } وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ { آل عمران 55 وهنا أيضا عرض قضية للطرح فنجده يتحدث عن الاسلام والمسيحية بالمعني الظاهر إلا أن المقصود فى الآية الكريمة قيل أنهم المسلمين وهم بالضرورة أتباع سيدنا عيسي وقيل الحواريون وقيل أنهم النصاري علي اليهود فالتفسير هنا يختلف لكن ليس بما أراده الكاتب .

ولم ينتهي الامر عند هذا فقط بل لاحظنا الخطأ في نطق الآيات القرآنية في أكثر من موضع وحديثه عن مصادر الشرع دون ذكر التحريم والكراهة ، والسؤال هنا اذا كنت تريد عمل يناقش قضية لماذا لم تستعن بأهل العلم لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة ؟ والجواب بالتأكيد لأن الكاتب – إبراهيم عيسي – أراد أن يطرح أكثر من قضية أمام المشاهد ثم يأتي الحديث للتشكيك فيها ، حتي في مشاهده حول الشيخ " مختار " ومدى هجوم السلفية عليه ثم يأتي التعدي عليه واحراق بيته وهو ما يذكرنا بالرجل الشيعي " حسن شحاتة " هل يقصد هذا فعلا؟ - نحن لسنا مع تفاصيل الحدث - اما أن الكاتب أراد هذا فعلا أو أنه وقع في خطأ نقل الأحداث وأعتقد أن الأولي أقرب وكنا حدثناكم عن الكاتب والشيعة ودفاعه عنهم ، قضية خطيرة أثارها أيضا الكاتب إبراهيم عيسي حينما تحدث عن الفتاة المسيحية التي أسلمت وذهب الشيخ " حاتم " لحضور حفل زفافها علي أحد الشباب المسلم ثم يحدثوه عن أنها تعرضت للضرب من أهلها ومن مشاكل أسرية أخري واعتبر الكاتب أن هذا هو السبب في دخول المسيحيات للإسلام .

هل تسبب فيلم " مولانا " في اقصاء إبراهيم عيسي ؟

تابعنا جميعا القرار الذي صدر من قناة القاهرة والناس بوقف برنامج للكاتب إبراهيم عيسي وهل هناك دلالات علي هذا القرار في بداية العام الجديد ؟ صحيح أن البعض تحدث عن كثرة انتقاد إبراهيم عيسي للحكومة وحتى هجومه علي رأس النظام قد يكون السبب وراء هذا الايقاف ، وأري هنا أنه من الممكن أن يكون هذا التحليل صحيح ولكن أيضا جاء فيلم " مولانا " لينهي مسيرة إبراهيم عيسي في القاهرة والناس فالمشاهد للفيلم يجد أن الكاتب اتهم الجهات الأمنية بصورة مباشرة بأنها تقف مع الجماعات السلفية في وجه الصوفية كما أشار الكاتب بشكل مباشر وفي وجه الشيعة كما أشار بصورة غير مباشرة ، بالإضافة لاتهام هذه الجهات بمسئولية الهجمات المتكررة علي الكنيسة وفي مدى سيطرة النظام علي الكنيسة " نهدها على أصحابها " ، فمن الواضح أن الفيلم جاء ليكون – القشة التي قصمت ظهر البعير - 


  • 3

  • حسام بدران
    مهتم بالشأن المصري وكل ما يرتبط به من العالم الخارجي
   نشر في 14 يناير 2017 .

التعليقات

فعلاً إنها القشة التى قصمت ظهر البعير
0
فعلاً إنها القشة التى قصمت ظهر البعير
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا