لست أدري هذه المرة لمن أكتب !! ولماذا أكتب !! وحتي ماذا عليّ أن أكتب ؟!
كل ما أعرفه الان أنني أريد أن أكتب .. ولكن بلا قضية تتناحر حروفي لأجلها أو حق أدافع لأجله .. يبدو أنني أكتب إليّ .. إلي روحي وكل الأرواح الشاردة في ملكوت واسع ننحرف عن مساره شيئاً فيردنا الله بعفوه. لعلي أكتب إلي روح أخري علي هذا الكوكب تبحث عني , أو فتاة تائهة تعربدها جهالة قوم ضلت أرواحهم ذي قبل
لربما أن القلب يهفو لغيث من الرحمن يروي جفاء الخلق ومشقة الوحدة وتعثّر الأقدار , أو يبدو أن الأرض ضاقت بأرواحٍ واسعة تسع الأرض ومن عليها وتضيق بنفسها ..
أن تتحول الدنيا حولك للونٍ باهت ليس لأن روحك وهنت بل لأن روحك تميل إلي ضلال الناس , تميل للإستسلام , تميل إلي الإختفاء ...
أن تُغمض عينيك فتسرق رئتيك هواءاً تمتلأ به ليُلطِّف من نيرانٍ بين حنايا الأضلع تشتعل .. إنها الوحدة التي تستهوي العُزلة عن الخلق أجمعين , أن يُصبح قلبك لا عنوان له فيجول أرض الله لاجئ , فتُصبح أنت بكونك لاجئ .. لا مرفأ لسفينة روحك تستقر إليه ولا حُضناً يحتوي جزعك , لا تملك رفيقاً يقاسمك عراقيل المغامرة ولا حتي جنون الفرحة ومدامع الألم .. والحقيقة التي تخشي مواجهتها تلاحقك , شيئاً أشبه بالتيه أو بفقدان الإتزان الروحي , تستغرب من حولك وأنت أغربهم .
لا بئس بجرعات من أفيون العزلة ليُخفف من تلك الأوجاع التي تنازعنا ولكن تأبي الأوجاع أن تدعنا وشأننا .. أشعر وكأنها تُريد أن تُحيي بداخلنا شئ ولكن عجباً أكل هذا ولم يحيي !!
أتأمل النفوس البشرية فأضحك تيهاً وعجباً وأسفاً .. ما بال النفوس تتزاحم بُغضاً , ما بالهم يتقاتلون .. لست أدري لما كل هذا !! وما هذا أصلاً ؟ّ!!
أتساءل أخُلقنا بأرواحٍ مشوهة !! , فأُجيبُني : الله لا يخلق شيئاً مكروهاً أبداً .. إذن نحن من نُشوِّه ونشَوَّه , لو كنَّا بالفعل هكذا , فلماذا ؟ّ
ألم يأنِ لقلوبنا أن تستريح .. أن يحالفها القدر !! .. أن تجد مسكناً أو هل ستظل لاجئة ؟! , لست أدري !