قد لا يصبر أحدنا على مرض ألم به، أو لوعة لعزيز ارتحل عنا بحثا عن لقمة عيشه، أو فراق محب مات بعدما بلغ من العمر عتيا، فما بال سوريا وما بال أهلها، 6 سنوات مضت ولا يجدون سوى للعلقم طعما في حلقهم؛ فالأهل باتوا لاجئين، والصبية ماتوا جائعين، والشيبة يبكي لحالهم كل شيء إلا بنو البشر.
6 سنوات مضت وتبقى سوريا أرض المجازر وأم المجازر، يعرف العالم عن أوجاعها لكنه لا يحرك ساكنا، ولا ينصر مظلوما أو يداوي مكلوما، اللهم إلا هذه الكلمات التي يكتبونها عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو تلك البيانات الهشة التي لا تعرف سوى الشجب والاستنكار.
6 سنوات مضت، وتنتقل المجازر من مدينة سورية لأخرى، وتحولت القصة من #حلب_تباد إلى #خان_شيخون، والبقية تأتي تباعا، فيما تتقاسم القوى الدولية والإقليمية نصيبها من الغنيمة.
6 سنوات مضت، تدخلت إيران، ثم روسيا ثم أمريكا، والعرب لم يقدموا شيئا لسوريا ويكتفون بالمشاهدة من بعيد، لا تقلقهم صور الجثث العارية، أو الأشلاء المتناثرة، أو الدماء التي داستها أقدام الجنود، طالما أن كل تلك المناظر لا تهز أركان عرشهم أو تقوض حكمهم.
6 سنوات مضت، ويبدو أن العرب يستمتعون جيدا بما يحدث في سوريا، وكأن لسان حالهم يتمنى استمرار الوضع في سوريا كما هو عليه الآن أو أشد؛ كي يوحي حكام العرب إلى شعوبهم بأنهم أفضل من سوريا، وأن من يخرج على حاكمه سيكون مثل سوريا.
-
أحمد سعيدمن ينافق ليس رجلا؛ ومن يكرم المنافق أحمق .