بعض الناس يحاولون أن يصدرون قناعاتهم على أساس أنها الحقيقة والمطلق، وهذا خطأ، يمكننا أن نعيد صياغة الجملة السابقة ليصح معناه بأن نقول:
"هم يظنون أن قناعاتهم هي الحقائق والمطلق، لكن في الحقيقة أن هذه الحقائق هي حقائقهم هم، وهذا المطلق هو المطلق الخاص بهم" اهـ
قد يجلس اثنان في مكانٍ واحدٍ، لكن شعور الوقت بالنسبة إليهما مختلف، فأحدهما يستكره الوقت مروراً عليه بطيئاً، والآخر ودَّ لو أبطأه أو أوقف عقاربه .. الوقت واحد، والشعور مختلف، مثلما أن الحقيقة واحدة وهي أن لا حقيقة مطلقة يجتمع عليها الجميع.
والمـــرءُ ينظرُ في الأمورِ وظنُّه ... بنظرِ عيـــنٍ يدركُ ما قد بدا
ولا يبـــدو للعيــــن فيها إلا ما ... في نفسه بالنقص منه قد غدا
فلا يعــــدو بناظــــرٍ عــما يرى ... ســـوى إلى الـــــذي بنفســه عدى
والظامئُ بين الطعامِ لا يرى ... عدا الذي يروي به ذاك الصدى
ووالهٌ بحبِـــــه بيــــــن الــــــورى ... ينـــــــالُ عشقــــــــاً أو بحبه قضى
كأنْ عشقاً في سواها لم يكن .. أو غيرُها من جنسها فيه الردى
فالنظرة الفردية في الأمور تصدر عن نظارة واحدة فقط اعتدت أن ترتديها رغم أنها فقط نظارة من بين نظارات أخرى كثيرة يمكنك أن تجربها ؛ لترى الأمور بشكل مختلف.
-
Taric Ov (طارق عوف)مدون حر، محب للفلسفة والفنون واللغات