ماذا لو حاول الإنسان التعرف على لون الآلام الموجودة بداخله ؟؟ فربما يجد ألوانا متراصة بشكل يوحي له انه أمام لوحة فنية رائعة للمبدع "بوناروتي" ، أو انه تدارك رؤية وضع السماء بعد يوم ماطر وألوان الطيف تغطيها في تناغم مذهل .
عبقرية هي ذواتنا تخفي أوجاعا دفينة ناتجة عن تراكمات سنين طويلة من التعاسة والشقاء منها ما يسقط بالتقادم ومنها ما يظل خامدا في أعماقنا كالبركان لاينطفئ مهما حاولنا نسيانه أو تجاهله .
لما لا تكون ألوان الألم الباطن كالجروح الظاهرة على الجسد عندما يتعرض للعنف ويصبح الجسم عبارة عن صورة تجريدية لايدرك معناها إلا صاحبها كالعديد من الرسوم التي لا ولن نفهم معانيها مهما أمعنا فيها النظر ؟؟

الإنسان يتوجع ويحزن ويتألم ويبكي ويخاف كما انه يحب ويفرح ويلعب ويلهو وينكت لأنه كتلة مشاعر مرسومة بريشات متنوعة أما لوحة الحياة فواحدة .
للمشاعر ألوان تماما كما الأقلام فمثلا لون الحب احمر ولون السعادة والحياة وردي أما لون الحزن والألم والموت فهو اسود ، مخطئ من يعتقد أن الأوجاع بلا ألوان فلهذه الأخيرة ألوان داكنة قاتمة كئيبة تدفع الإنسان إلى حد الجنون ، فيصبح ذاتا ميتة بلا روح .
يرى الإنسان الألوان في اللوحات وعلى الجدران وفي الاشهارات وعلى التلفاز ولم يتساءل يوما عن لون مشاعره هل هي زرقاء ، بيضاء ، بنفسجية ، زهرية أم لا لون لها كما في اعتقاد الكثيرين .
ماذا لو رأينا ألوان مشاعرنا لاسيما أوجاعنا ؟؟
ماذا سيحصل لنا ؟؟

توجعنا الجروح ونصرخ من شدة الألم لكن لو أننا رأينا ألوان أوجاعنا لأحسسنا بالراحة وانتظرنا قدومها بلهفة كما ننتظر قدوم قوس قزح ..