العبودية مابين الماضي والحاضر بصورها المختلفة

بدايةً لا أحد يخفى عليه مفهوم العبودية التي هي المعنى المضاد للحرية.

وعند الحديث عن الحرية قد يسأل سائل

ماهي الحرية ؟ هل تعني التمرد

وهل هناك حرية مطلقة ؟

باالتأكيد لا، هي ليست كذلك ولا يمكن أن تكون مطلقة طالما أننا مخلوقات ولا نعيش لوحدنا

إذاً هي حرية مٌقيدة نوعاً ما تتلخص في مفهوم ( أنتَ حر مالم تضر )

ومع ذلك هناك جوانب ليست ببسيطة من الحرية كفلها الخالق لخلقه

على سبيل المثال: حرية المعتقد، حرية التنقل، حرية الاختيار، حرية التفكير وهكذا

وبالنسبة للعبودية وبعيداً عن عبودية العبد لربه هذا ليس حديثي وإنما الحديث عن عبودية العبد أمام أمور أخرى كيف تكون !

سابقاً في زمن ما قبل الإسلام عبودية العبد أمام العبد الآخر كانت موجودة بشكل طبيعي لا أحد يٌنكرها وهذه إحدى صور العبودية السابقة !

فتجد أصحاب الجاه والمال يتخيرون أضعف القوم مقاماً وقدراً ليشتريه كأيّ سلعة تشتريها لتملكها وتفعل بها ما تشاء

جاء الإسلام حررَ البشرية منها، اعتقدَ البشر أنهم تخلصوا بشكل كامل ولكن ما يظهر حقاً

أننا لا زلنا نعلق في بقاياها

ولا زالت صورها الأخرى موجودة !

نعم عبودية وإن كانت ليست كما في السابق ولكن عبودية بصورة مختلفة كعبودية الفرد أمام المعتقد الباطل والمفاهيم المغلوطة والتقاليد المتخلفة وعبودية المشجع الرياضي لناديه المٌفضل وعبودية المستهلك أمام منتجه المفضل وعبودية الفتاة أمام صور الجمال المفروضة عليها وعبودية الفرد أمام المال وأمام متطلبات الحياة المفروضة عليه

وهكذا تتعدد صور العبودية بشكل مٌفزع نجدها لدينا نظن أننا أحرار أمامها ولكن الحقيقة تنفي ذلك وتؤكد بأنها أصبحت قيود لا يمكن التحرر منها إلا بالإعتراف بوجودها ومن ثم التخلص منها بالوعي التام بخطورتها !

الأمر مٌحزن أن تشعر حقاً بأنكَ عبدٌ من حيث لا تدري، هناك خلل ينبغي معالجته ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بالوعي !