محفورة في قاع الذاكرة، كامنة بالزاوية القاتمة من الارشيف الشخصي، فتنير تارة وتنطوي تارة أخرى كاشفة عن انيابها معكرة صفو الطارق لبابها. وأنت تستل الجرأة على ولوج محميتها تتغلغل بين الدموع ابتسامة و قد تنهمر على وجنتيك دلائل الانشراح، بقدر ما قد تنقبض الصدور و تلوح في الأفق العاصمة الماطرة التي تقرأ من دويها ..... ما اجرأك يا هذا ؟ و ما دهاك لتفتح باب الألم؟ ذاك الذي يتنكب معول الهدم أينما حل و ارتحل و لا تفوح من اثره إلا عطور الندم و الانكسار . وبين النارين يسطع نداء الصغير الطيب فاقد الصوت، ذاك المظلوم القابع في الأعماق مناديا: أيها الباكي على اطلال الراحلين وآهات المارين بين كلمات اصبحت سرابا، ارفع راسك وتذوق حلاوة طلب الحليب والحفاظات، ارفع راسك واستنشق نعم المولى وهي تحفنا من كل جانب وامتهن النظر للجزء المبارك المملوء المحشو بصور الخير، وأغلق عنك فتحة السد الذي انهار بأهله على ايقاع الندم والحسرة، ارفع راسك والتهم الصور المفرحة المبهجة الصانعة للبسمة ودعائم الارادة، فما اصابك ما كان ليخطئك وما حل بك ما هو سوى ارادة ملك السماوات.
الذكريات سجل بأيدينا ونحن من يختار الوان اقلام التدوين، فمن الاسود للأحمر للأبيض قد تتلاطم الامواج وتهب الاحزان، و لكن في النهاية تنقش في صفحات التاريخ و في مدونة الأيام بحبرها الابيض و الاسود و المزركش، لتغرس الفسيلة وتنحت اللوحة وتنظم القصيدة بحروفها المصطفة و الوان الطيبة فتعود لطرق أبوابها كلما هبت نسائم الحنين و أشرقت روائع الايام.
محمد بن سنوسي
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع