كَثر ان ارى من تحفّه النِّعم ويشتكي من سوء الكسب

ومن انساه فقدان نعمة باقي النعم حوله التي يراها بعضٌ آخرين أحلاماً

ومَن حوله عائلة فلا يرى إلا مشاكلها -التي هي من سنة الحياة-

[-باستثناء من يتعرض للعنف منهم-

ومَن أنسته زحمة الطريق أن ينطِق بدعوة

ومَن انساه الشجار مع الصديق نعمة سلامه عليه بين الحين والآخر

ومَن انساه خلافه التافه لليوم مع زوجه ابتسامة وحنوِّ زوجه له بالأمس

ومَن انسته أزقّة الحياة الضيقة النظر لجمال للسماء

كلها نِعم بسيطة مصدرها نِعم كبيرة..

ما هو آخر ألطف حدثٍ قد حدثَ معك؟ استطيع أن أجزِم أنه ليس آخر ألطف حدث.. أو على الأقل أنا أجزم أنه قد حدثت بعده الكثير من الأحداث التي صارت ومرت بسلام..

قيل : بأن 10% هو مايحدث بينما 90% ردة فعلنا تجاه ما يحدث..

صحيح أن ما يحدث لنا من أزمات يستحق منّا ما نشعر به من ألم أو أسى أو ضيق أو غضب وقت حدوثها وأنت لست كاملاً الى الدرجة التي تكون فيها قوياً ومتزناً في أي حال ..

ولكن لا تحكم على المستقبل والحاضر بسبب ما حصل في حاضرٍ أصبح ماضي -أو يكاد سيكون في الماضي اصلا-

لا تجعل سيء ماحدث ينسيك جمال ماهو باقٍ، انظر ما النعم التي مازلت تملكها؟ هل تود فقدانها؟.. لا؟... إذاً حافظ عليها بالشكر من القلب.

كُن حليماً لأجل نفسك ولأجل النعمة بيدك، وإلى أبعد درجة.. إن المشكلة لم تتواجد في حياتك لتجلس في زاوية من الزوايا وتندب حظك، أو أن تجعلها ممسكة عليك إحسانك تجاه غيرك، أو أن تجعلها تحدد الآتي من حياتك، أو أن تحدد لك - بمنظور مُموَّه- ماظَهَر وما بَطَن لشخص لطالما لمست منه الوِدّ فتُطلق حكمك بكل عَجل! ..

تحرك للحل! ولو تطلّب ما تطلّب من الوقت..

ولكن لا تجعل المشكلة تقودك! أي لا تدعها تأخذك إلى أظلم الممرات في هذه الحياة فَتعمى عن الحل أصلاً،

"هناك سكينة داخلي لا يجب أن يكسرها الضجيج وإن كَثر حولي في معترك الحياة"

هناك نِعم على هيئة أشخاص من حولك إما أن يكونوا عائلة أو أصدقاء أو زملاء ترى من خلالهم الضوء

هناك إحسان يُنتظَر مِنك لتتّزِن في آداء الوظيفة، هناك معانٍ يجب أن تراها في كل التفاصيل الكونية الساحرة..

زُرقة السماء حتى عند هطول المطر، وأشعة الشمس التي لا يحجب ضوئها السحاب وأنها لا تستثني أحد من فيض نورِها، وأن الوردة لا تبخل بطيب ريحها على أي أحد كان من كان، وأن الأرض لا تتوقف عن الدوران بسبب أشخاص مشوا عكس دورانها! ومع كل ما يحدث داخلها، إلا أن الأرض لا تأبه بمن يخالف الدوران ..

كن مع الله وعلّق قلبك به أكثر من أي شيء سواه فمآلنا ومآل الأمور إليه سبحانه ،الله أعلم بحاجتك ولكن يريد منك أن تحسن الظن به وأن تتوكل عليه جلّ جلاله.. وأن تدرك أن هناك خيرة كبيرة وراء كل ما يحدث.. وأنت تستحق الخير والسلام.