ربما تجد العنوان غير منطقي فكيف تزيد الوسيلة الاولي في التواصل في العصر الحالي من الوحدة وهي الوسيلة التي تربط بين مايزيد عن 2 مليار انسان علي وجه هذا الكوكب من كل البقاع في العالم ولكن سأدعم وجهة نظري هذة بثلاثة محاور كالتالي 

لاشك ان وسائل التواصل الاجتماعي عملت علي تقرب الكوكب وجعله قرية اصغر واصغر كل يوم مع بدايتها في التسعينات عن طريق غرف الدردشة من ياهو حتي وصولنا الي واتساب اليوم كان العالم يقترب من بعضه يوما عن يوم ولكن هل عمل هذا فعلا علي اثراء التواصل والقضاء علي الوحدة؟!!

1: عدي 5 دقائق من غير لايك واحد

نشعر بالأنس اكثر مع كل علامة تدل علي رد فعل الناس تجاه مانكتب علي السوشيال ميديا فنسعد باللايك وننبهر بالواو ونقع في غرام القلب الاحمر وكلما زادت سرعة الاستجابة لما نكتب علي السوشال ميديا كلما شعرنا اكثر بالانس واننا اغنياء بمن حولنا ممن يعجبون بما نكتب وكل مازاد وقت الانتظار عدي 5 دقائق من غير لايك 

كلما شعرت اكثر بأنك وحيد في هذا العالم ولااحد يهتم لما تكتب فانت وحيد بدون علامة لايك زرقاء تساعدك علي العبور بأمان 

وضعت السوشيال ميديا القانون بان من يجمع اكبر عدد من هذة العلامات الزرقاء والحمراء والصفراء هو الافضل ايا كان ماكتب وهنا يجاور الوحدة الاحباط ويبدأ العقل في التفكير كيف يجني المزيد من هذة العلامات.

2:فالعلامة كانت خضراء

بعتلك امبارح رسالة ليه مردتش؟ مشوفتهاش؟

نعم فقد كنت نائم!

انت تكذب فالعلامة كانت خضراء 

وهنا يتجلي الخذلان في ابهي صورة فكيف تري مني رسالة ولاترد وانا اعلم انك رأيتها فالعلامة كانت خضراء لاعذر لديك ولاحد يهتم بي وانا الان وحيد في وسط الكوكب 

قبل 10 سنوات عندما تتصل بشخص ولايرد يطرأ ببالك العديد من الاعذار ربما لم يسمع الجرس ربما هو نائم او في عمله لكن الان العلامة خضراء اذا فانت مستعد للتواصل وبم انك لم تردد علي رسالتي فانت لاتريدني اذا فانا وحيد مع العلامة الخضراء

3: انا حواليا كتير 

تهل علينا الكثير من البوستات التي تنبهنا باهمية كاتبها وكيف يلتف الناس حوله والصور التي تحتوي علي الكاتب و2 مليار اخرين وكلهم وكلهم في حالة حب وود ورسائل التهاني بعيد الفلاح وينقصه ان يمسك الميكروفون ويغني انا حواليا كتير وبالفعل يفعل ذلك ويشكر متابعينه ومحبيه وانت تجلس علي الجانب الاخر نسجت العنكبوتات مستعمرة من البيوت في مستقبل الرسائل الخاص بك ومن هنا تبدا المقارنات كيف لايتصل بي احد فانا هنا مستعد تماما لاستقبال الاحبة والزوار وربما يأخذك الامر الي كوميديا سوداء فتتذكر افيه علاء ولي الدين مع ان الماسنجر بتاعي سخن وبسمسم مفيش حد بيقرب منه ليه

والخلاصة ان وسائل التواصل الاجتماعي عملت علي خلق مجتمع