التعصب هو المرض الذى نعانى منه جميعا تقريبا بدون استثناء . و ليس التعصب دينيا فقط ولا رياضيا بل ان كل مناحى حياتنا مغلفة بتعصبنا سواء فى الفكر او المبادئ حتى فى اتفه الامور , نحن لا نحتمل رأيا مخالفا لا نقبل بسماع لحنا غير الذى الفناه و اخترناه و الاخر هو محض هرطقة و تخلف , و نحن بالنسبة للاخر مثل هذا فالاخر لا يقل عنا فى التعصب .
بعض الناس استقر عندهم ان لفظ التعصب هو معنى بالتعصب الدينى و ان فئة اطلق عليها متعصبون دينيا هم ارهابيون و هم لا يقبلون بالاخرين لان تعصبهم الدينى يمنعهم و تناسينا اننا ايضا مثلهم فهم متعصبون لرأيهم و فكرهم فهل نحن قبلنا بوجود ذاك الفكر ؟؟ ام اتهمناه بالارهاب لانه خالف ما نحن متعصبون له من اراء و افكار .
فالعلمانى يرى فى من يسمى بالاسلامى انه متعصب و يصفه بالتخلف و الرجعية و الارهاب بل و يحاول استئصال فكره من الوجود ... اوليس هذا تعصبا ايضا؟؟ , و بالمثل ايضا بالنسبة لذاك الاسلامى
نحن فى الحقيقة مقسمون على المستوى العام مقسمون لفرق تختلف كلها فى اراءها و قناعتها و توجهاتها , و لكن ما يجمعنا و ما نتفق فيه اننا متعصبون رافضون للاخر رافضون لاحتمالية اننا على خطأ و الاخر على صواب .
و على المستوى الفردى فلسنا مجرد فرق بل ان كل منا يمثل فريقا بذاته و ليس بيننا من يقبل بالاخر حتى لو كان متفقا معه فى الكثير فانه يخالفه فى اشياء و هو الامر الطبيعى و لكننا لا نقبل بذلك بل نعتبر ان اختلاف الاخر عنا هو عيب و نقص فيه فعقولنا مغلقة على ما فيها غير راغبة فى تغييره او وجود سواه .
فمن منا لم ينتقض اختيارات حتى اقرب الناس اليه مهما كانت لا تدعو الى الاختلاف من شدة تفاهتها مثلا من يرى ان نوعا معينا من الهواتف هو الافضل على الاطلاق فاذا اقتنيت نوعا اخر انتقد اختيارك و اتهمك بسوء الاختيار , نوع الطعام , الملابس .... الخ .
نحن نتعصب لرأينا كرياضة و ما دمنا كذلك و طالما بقينا على رفضنا و عم قبولنا للاخر مهما اختلف معنا فلن نتغير لن نتقدم لن ننهض .
و اذكر مقولة الامام الشافعى (( رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب )) فياليتنا نعى و نفطن الى هذه المقولة و ان نتقبل الاخر و لسنا فى حاجة للتخلى عن اراءنا لفعل ذلك فقط نقبل وجود رأى اخر مع وجود رأينا .