منذ الصغر ونحن نسمع عن أهمية الشباب والكثير من الأقوال –التى لا تتعدى كونها أقوالا- بأن الشباب عصب الحياة وهم الأمل والمستقبل، ولكن أنى لنا من مساعدتهم لإخراج طاقاتهم وإبداعاتهم !!
لكن لو نظرنا إلى مايحدث فى الآونة الأخيرة سنجد أن معظم الأجيال الشابة ساخطة على الكثير من الأوضاع فى البلاد العربية، كالمجال التعليمي والمجال الفنى، والتساؤلات المطروحة الآن من الراضي عن تلك الأوضاع اذاً ؟
ليس ماأقوله مجرد هراء أو هذيان، لكن دعنى أذكر لك دليلا، ألا وهو انتشار الكثير من الجمعيات الخيرية فى بلادنا والتى- بدورها- تستهدف الشباب وتستفيد من طاقاتهم لتوفير الخدمات للمحتاجين-على قدر امكاناتهم- وتوفير الخدمات الاجتماعية والتثقيقية كندوات التعلم الذاتى، أو اللغات الأجنبية أو الحديث عن البدء فى إنشاء المشاريع الصغيرة.
ليس ذلك فحسب ..لكن لايوجد الآن أكثر من المنصات التعليمية عبر الانترنت سواء كانت عربية أو أجنبية والتى تسمي بال MOOCs كمواقع udemy ، Coursera،Udacity ، ومنصة رواق، ومنصة إدراك، وغيرها من الكثير من المواقع التى تهدف لإثراء عقول الشباب بدلا من اعتمادهم على مناهج التعليم التى ولى زمنها وأدبر، خاصة مع تقدم احتياجات العصر وتوفر التكنولجيا الحديثة.
بالفعل أثرت هذه المواقع فى شبابنا فنجد أن الكثير يترددون عليها ويستثمرون أوقاتهم عليها لتعلم لغة جديدة أو علما نافعا يساعده على اكتساب خبرات فى هذه الحياة المضنية.
ولكن الشجرة المثمرة يقذفها الناس بالحجارة، فعلى العكس تماما نجد أن من عليهم مسئولية احتواء الشباب وتوفير السبل اللازمة لإخراج طاقاتهم الإبداعية والفكرية-يبخون لهم السموم فى مجالات كالفن، فنجد الكثير من الأغانى الهابطة والأفلام المليئة بالعري، ولا هدف منها إلا المجون وإبعاد الشباب والأجيال الصغيرة عن السمو الروحى والحيد بهم إلى انعدام الفكر وانحطاط الأخلاق.
رجاءً، لاتقتلوه عسي أن ينفعنا ، استغلوا طاقات تلك الأجيال، أظهروا مواهبهم وإبداعاتهم، وعلى الجامعات أن ترعي الندوات وإقامة المحاضرات لتعليم الشباب العلم الهادف.
ما أكتبه أظنه هو آخر نداء رغبةً منى فى الحفاظ على آخر الأجيال التى لو ضاع فكرها وأخلاقها لكتبنا بأيدينا أسوأ نهاية لشبابنا والسبب ...نحن.