لمن أكتب...
قيل لي لمن تكتب زبورك... أيها العاطل عن الحب والعمل... والوطن.
أجبت:
أمي ... أنت تعرفينني أني لا أجيد غير كتابة نصوص تحمل قسمات وطن احتضنني ذات صباح ماطر... في شهر دجنبر...
أكتب لعجوز خبرت تاريخ شعب وتضاريس عمر من المحن، تفحمت يدها من الحنان والحب...
أكتب لإمرأة لم يعرف القرنفل شكل ضفائرها في انتظار من رحل ذات فجر ضبابي القسمات...
أكتب لبنت اتشحت سوادا، ولم تخصب بناها بالحناء، فرحها مؤجل في انتظار عودة غائب لا يعود...
أكتب لطفلة تركت الدمعة تنسكب على خدها الطفولي وحرمت من لمسة دفء من رحل، طفلة تبيت في عراء صقيعي الغياب..
أكتب لشيخ يستمع لصرير أمعائه ومفاصله تتحدث لغة الألم... والوهن.
أكتب لرجل تحجرت الدمعة في المآقي والغصة في الحلق ونظرات الناس الهاربة منه دون سلام...؟
أكتب ليافع على وجنته دمع منسكب على علم لم يعرف طريقا له، كلما صادف بياضا كالورق...
أكتب لرضيع حرم من حلمة ثدي يغدق أنهار حليب المعرفة...
أكتب لنفسي الغارقة في الدمع المالح لنهر الكوثر الفاصل لحلم وطن يحتضن قوس قزح...
أكتب... إلى من ضاع ربيع عمره قبل حلول الخريف... من أطفال، نساء ورجال.
لا تنكسروا... لا تذرفوا الدمع النقي... لكل ظالم نهاية.
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 03 / 08 / 2015