الحياة أشبه بالسيرك فيه القوي الذي لبس لباس الضعف، والحزين الذي تغطى بلحاف السعادة ، وهناك الأرجوز الذي لا يستطيع ان يكون صاحب قرار ، وهناك صاحب السوط القوي الذي يتحكم في الأمور كيفما شاء ، وهناك متفرج لا يسعه الا النظر فقط النظر لا يستطيع ان يغير ولا أن يصنع الفرق الواضح الملموس ساعات مستنكر وساعات مؤيد وفي كثير من الأحيان يلتزم الصمت لكي يسلم من صاحب السوط الغليظ ، عالم كبير نتوه في طياته ودهاليزه ، فأيهما نحن من هؤلاء ؟! هل نحن أصحاب قرار ام الضحايا ام نحن المتفرجون بذاتهم ؟! .

صنع المستحيل وعمل التغيير الملحوظ يحتاج الى الخروج من دور الضحية واخذ الأمور بشجاعة وتفكير ليست بالقوة والعاطفة الجياشة، فلك يدور وأيام تطويها الأيام وساعة تلو الساعة تنقضي من اعمارنا فهل حصل التغيير على مدار حياتنا ؟! تغيير ولو بشكل بسيط، تغيير يجعل حياتنا ذات قيمة .

الناس أحيانا يعتقدون ان التغيير في الأمور المادية فقط ونسي وتناسى أمور أكثر أهمية، اين ذهب الفكر؟! وأين ذهبت الصحة؟! وكيف تجعل من ذكراك شخص محب وصاحب فكر هذا التغيير الحقيقي الذي نطمح اليه، فالمال يذهب ويعود وغيره ان ذهب لن يرجع إلا بأمر الله وقوته ، فاختر مكانك في هذا السيرك او اخرج ، فالخروج لا يتم الا بثمن باهظ .

وفي الختام:

هناك اشخاص رفضوا بأن يكون داخل هذا السيرك الكبير، هؤلاء هم من كتب التاريخ عنهم بماء من ذهب ، ونقشت أسمائهم في قلوبنا ، وقدموا الكثير للأمة والبشرية وضحوا بالغالي والنفيس لكي لا يصبحوا جزءً من هذا التهريج ، رحلوا وتركوا بصمة واضحة ولم يكونوا تكملة عدد أو مجرد رقم.

الكاتب / رائد العرجي