ما أشبه اليوم بالبارحة وفي أقل من ستة اشهر من دخول روسيا وايران على خط الأزمة في سوريا تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية في سيناريو يشبه كثيرا انخفاض البترول سنة 1985 إثر أزمة أفغانستان حيث عمدت القوى الكبرى آنذاك لإنهاك الإتحاد السوفياتي وخنقه اقتصاديا مما أدى إلى انهيار الإتحاد السوفياتي.

فقرار المملكة العربية السعودية بعدم تخفيض انتاجها وفشل منظمة أوبك في تحقيق استقرار أسعار النفط يترجم حقيقة الصراع بين مختلف القوى بين إيران وروسيا من جهة والسعودية ودول المنطقة

ايران الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تسعى لتحقيق أجندتها في المنطقة العربية بعد مشروع الإتفاق النووي مع الدول الكبرى ورفع العقوبات عليها تسعى إلى تحقيق نصر استراتيجي في سوريا بعد نجاحها في رفع العقوبات عليها

حيث تسعى السياسة الخارجية الإيرانية لتغطية فشل السياسة الداخلية لإيران بالتلاعب بالرأي العام الإيراني وتوجيهه حول نشر القيم الثورة الإيرانية في المنطقة العربية خلال الدعم السياسي والعسكري والإقتصادي التي تقدمه لنظام بشار الأسد في سوريا والحوثيين في اليمن الذين يشهدون تقهقرا بعد الضربات التي تشنها المقاومة الشرعية بإسناد طائرات التحالف الإسلامي.

فبعد سبعة أشهر من القصف الروسي على البلدات والقرى السورية جاء القرار مفاجئا للعديد من المتباعين بقرار الرئيس الروسي بسحب معظم قواته في سوريا على أن تبقى بعض القوات في مطار حميميم العسكري وقاعدة طرطوس البحرية. حيث تضاربت التصريحات بشأن الانسحاب جاء نتيجة توافقات بين القوى الكبرى لدعم الانتقال السياسي في سوريا.

كما سيقوم وزير الخارجية الأمريكي بزيارة إلى موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة الملف السوري وقال أمامنا فرصة لتحقيق السلام في سوريا

ومن جهة أخرى أفاد موقع مقرب من حزب الله اللبناني عن سحب المئات من عناصره باستثناء دمشق والقصير والمواقع الحدودية.

ومع بلوغ الثورة السورية عامها الخامس بعد أن خلفت 55 ألف قتيل منهم7.5 ألف طفل و5 ألف امرأة حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وحسب تقرير لليونسيف فإن هناك حولي 1.5 لاجئ أكثرهم من الأطفال دون سن الخامسة. حيث تحولت الثورة السورية إلى حرب اقليمية بين مختلف الاطراف للتصارع على مناطق النفوذ حيث تقف أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم موقف المندد والمتفرج على القتلى والذين يفتكون بأنواع الأسلحة المحرمة دوليا في موقف مندد وذلك تحت رغبة الكيان الصهيوني بضرورة انهاك سوريا وتدميرها لحماية الأمن القومي للكيان الصهيوني

.

كشفت الثورة السورية حقيقة العالم الغربي فيما يتعلق بالحرية وحماية حقوق الإنسان في العالم وتبين أن هذه الثورات أريد بها حربا عالمية الثالثة فكان وقودها الإنسان العربي وسلاحها النفط.