شهاب عابر لفصول التاريخ، حامل لأبهى مشاهد التآخي والولاء لقواعد الإعتزاز بالإنتماء في ظل العدالة الالهية والشريعة السمحاء والرسالة الخالدة. أرض طاهرة جمعت الماضي والمستقبل، وسار بين شواهدها الأنبياء والأتقياء والأطهارالذين ختموا بصلاحهم وثائق الشرف، ورسموا بأخلاقهم وعفتهم ونقاء قلوبهم مسار الناجين ومسلك الخالدين، في مشهد يعظم الحكمة الإلاهية في الجمع بين أتباع الأديان وذاكري نسك الرسالات السماوية، وكاشفي سموم المندسين والتعرض لسهام أعداء التعايش ومنظري منهج أحجار الشطرنج. ففيها عبر خليل الرحمن، و جهد كليم الله، ودخل الفتى فاتحا بعد تيه صناديد الشر، و سينزل كلمة الله لتخليص البشرية عند باب اللد من شر غائب ينتظر. ثم ورث الرسالة نجوم الله التي أضاءت حقبات، ثم أظلم المقام ثم أضاء ثم أنار ثم أطفأته روح العمالة، وبعدها بقي الشعاع خالدا بين الليل والنهار، وبين حرقة الشمس وبهاء القمر، فتارة يحمل اللواء ذاك ثم ذاك ثم يستلمه ذاك العفيف ليقع بيد الكردي طالب الإبتسامة المرافقة لتحرير أرض المسرى. وبعد قيام أسوار معالم القداسة عبث بالأمانة أهل الخيانة، فعاد أحفاد قلب ملك الغابة للسطو على الإرث المزعوم، صادحين بأحرف التاريخ ها قد عدنا يا صلاح...... فتعاقبت الدهور وولدت الأجيال ونمت الحقائق على مسامع البنين والبنات والرجال والنساء وهي تردد دوي صوت الغردق، وهو ينشد كاشفا خبث اليهود، و نذالة المتعاونين معهم وصلابة المرابطين الوارثين للرسالة، القابعين بأكناف البيت الطاهر و المثقلين بحمل الدفاع عن شرف أمة بأكملها، فمن رماة الحجارة للرصاصة للصاروخ وصولا للكلمة الرقيقة العميقة المتشبعة بالأصالة والعراقة والكبرياء الذي يملي لكتاب الأحداث خطى الرجال، و هم يدونون بصفحات نيرة بهية من تاريخ كتبته زوايا أرض مسرى خير البشر صلى الله عليه وسلم. فقبة الصخرة إنعكاس لوجه السماء الصافية وهي تروي سذاجة قصص الهيكل، و تدق المسامير في نعش الحاخام أن الأرض لأهلها و أشجار الزيتون لغارسها و كل ذرة هواء بذرة كرامة و شرف و إباء و دعوة للوقوف موليا وجهك للمسجد الأقصى، و تذوق نعومة عطر مسجد الأنبياء، و مربط البراق و إرث الأنبياء، الذي يذكر المارين دوما بالحقيقة الخالدة ...إذا عجزت عن الزواج فالزنا لا تحل لك أبدا... و إذا غزاك الوهن و الخوف و الجبن فلا تحل لك الردة و هجر الإسلام و لا التخلي عن الأقصى و عن القدس ...و عن فلسطين ……

محمد بن سنوسي

05 ابريل 2022