كتب: مهاب أسامه 

  أصبحت ظاهرة التحرش إحدى الظواهر المجتمعية التي تتكرر في العام الواحد على الأقل من خمس إلى ثمان مرات مع إختلاف الأسباب و قصة الحادثة، و تتسبب هذه الظاهرة في إنقسامات كبيرة في المجتمع منهم من يرى أن المرأه هي أساس هذه الظاهرة و أخرون يرون أن الرجل هو السبب سواءً كانت المرأة مخطئةً أم لا و أخرون محايدون في وجهة نظرهم أن الخطأ يقع على الطرفين بالتساوي فأي رأي من تلك الأراء هو الصحيح؟

المجتمع في بعض الأحيان يحكم على الأمور و يحللها وفق حالته النفسيه و في أغلب الأحيان يكون الحكم متأثراً بالشعور العاطفي قبل الشعور العقلاني و المنطقي ناهيك عن حكم الدين و الشريعة لمثل هذه الظاهرة و إن كنا سنتخيل حادثة تحرش ما تكون فيها الفتاة ترتدي فستاناً ملفتاً و قصير و جميل في نفس الوقت و كانت في مجتمع أرستقراطي فنسبة تعرضها لحادثة تحرش قليلة إلى حد ما و ذلك يعود لأن هذه الطبقة في الأغلب منغمسه في بيئة من الإنفتاح و الملذات بكل أنواعها لكن أن عكسنا الأية و كانت هذه الفتاة في بيئة عشوائية أو في أحد هذه المناطق فإن نسبة التحرش بها عالية جداً و هذه بسبب الكثير من الأسباب أبرزها الإنغلاق الفكري و المستوى الثقافي التربوي المتدني، في الحالتين هناك نسبة لحدوث التحرش و لا يمكن تبرير التحرش تحت أي سبب من الأسباب ولكن فهم المشكلة هو نصف الحل.

كثيرا ما نجد أن أصابع الإتهام توجه للفتاة بأن ملابسها أو مشيتها أو مكياجها هو المثير وهو الذى ينادى الذئاب البشرية ليلتهمها رغم ظلمنا للذئب الذي لا تثور شهوته الجنسية سوى مرة في العام الواحد و أن كثيرا من المُتحرش بهم منقبات ومحجبات وهذا دائما سلوك المجتمع الذكورى العربى بل وأحياناً الغربي الذى لا يرى فى المرأة إلا المتعة الجنسية والأمومة وخادمة منزل رغم أن المرأة فى مصر والعالم وصلت إلى مراكز عُليا و هنا لن أتحدث كثيراً عن ملابس المرآة أو شكلها أثناء خروجها من المنزل أو حتى حلال أم حرام فهناك الكثير من رجال الدين الموثوق في رأيهم و نصوص سليمة المصدر و آيات قرآنية أعطت مجتمع النساء قوانين يسيرون عليها في هذا الجزء من حياتهم، لكني هنا أختص بالكلام أكثر مجتمع الرجال و ليس الذكور لأن الرجولة صفة مكتسبة تأتي من تأديب الذكر لنفسه.

مجتمع الرجال الحقيقيون واعون بدرجة كبيرة أن التحرش ظاهرة سيئة لأبعد الحدود و قد يتعرض ذويهم إليها لذلك كرجل حقيقي عليك تضع عينك وسط رأسك و أعلم جيداً أن هناك الكثير من المغريات حولك ولكن قوة الرجل الحقيقة ليست في عضلاتة أو هيبتة أو ملابسة و سيارتة بل تكمن قوتة في سيطرتة على شهواتة و نظراتة و إيمانه الشديد بأنه يوماً سيكون قدوة لأطفالة و أن هذا الفعل الشنيع إن إرتكبه سيرد إليه بأي شكل من الأشكال، سلوك الذكر المتحرش نحو المرأة هو المحتاج إلى تربية وتقويم و أول  مسئول عن شباب ورجال منحرفين هي الأسرة التى لا تقوم بتربية أبنائها تربية صحيحة وتعلمهم كيف تحترم المرأة وقبل إحترامها إحترام محارم الله، ويرى فى كل امرأة أمه واخته وبجانب الأسرة المدرسة والجامعة و الجامع و الكنيسة والمراكز الثقافية إن وجدت فى تربية الرجال على كيفية احترامهم للمرأة.

ظاهرة التحرش لن تنتهي إلي بحلين و ضع قوانين بشرية صارمة لكل مرتكب لهذا الفعل سواء من الأمثى أو الذكر و الأهم الإلتزام بالقوانين الإلاهية التي وضعها الله.