عدو نفسه

الإنسان والقيد

نشر في 13 شتنبر 2015 .

كبرت..
هناك مسؤليات..
يجب أن تلتزم لتفعل ما يجب فعله..
لتنجز ما هو مطلوب أو متوقع منك أن تؤديه..
ولكن مازال هناك ذلك الشئ بداخلك..
ذلك الشئ الطفولي ولكنه ليس بريئ تماماً..
هذا الشئ الذي يناديك من أعماقك و يستجديك لتطلق سراحه..
وأنت تعرف جيداً خطر ذلك..
فما إن تطلقه فلن تستطيع أن تتحكم فيه أو تتحكم في نفسك..
لأنها نفسك..

نفسك هي ذلك الطفل الذي بداخلك..
يريد أن يعبث..يريد أن يفجر أمامه..لا يعبئ بشئ ..
فقط يريد تحقيق ما يريد…تلك الأنانية المدفونة بداخلنا..
تلك الرغبة في فعل كل شئ وأي شئ..إنها قوة همجية جامحة..
إنها عقل الصغار وقوة الأفيال..إنها نفسك..

ثم إنها ليست واضحة أمامك..
إنها جزء منك..إنها من مكوناتك الأساسية..إنها ما تجعلك إنسان..إنها نفسك..
لا أحد يستطيع أن يجزم بتحليلها وتشخيص دوافعها..كلها آراء و نظريات..
إنها شئ مجهول قابع بين جنبينا..إنها جنون في أعماق عقولنا..
إنها فيروس مختفي داخل نظامنا العصبي..إنها النفس..
إنها أنا وعليّ أن اكافحها..لكن..انتظر..من أنا؟!

أنا ذلك الشخص الذي اسيتيقظ من نومه و لا يتذكر شئ قبل هذا..
وعندما فاق من غفلته وجد بجانبه قيد وأمامه مرآة مكتوب عليهاانظر عدوك !!
ليس أمامه إلا التقييد..تقييد عدوه.. تقييد نفسه..
يجب أن يأسرها إنها حرب..حرب لا هوادة فيها..
حرب ليس لها نهاية..ومحرمٌ عليه قتل عدوه فيها..
إنه قتال حتى الموت..
وُلدنا فاقدين الذاكرة..ودنيانا هي المرآة التي تكشف جوهرنا..
نعيشها بفتنها بأحداثها بأفراحها وأحزانها كل أفعالنا فيها إنما هي انعكاس لما نحن عليه..
انعكاس لأنفسنا..أما القيد فإنه الحلال و الحرام..إنه القوانين..
إنه العيب..إنه الخوف..إنه العادات و التقاليد..إنه الهوية..
إنه عقد الزواج..إنه السيرة الحسنة..
إنه أسمك و رقمك القومي..
إنه إدارة الجامعة..إنه كشف الحضور و الإنصراف..
إنه المذاكرة..إنه العمل من أجل كسب لقمة العيش..
إنه الثابت في القانون الفيزيائي..إنه الأسباب..
إنه نظام موضوع لمقايضة تمت..
بأنه على الإنسان تقييد نفسه بكل تلك القيود في سبيل فعل الصواب..
في سبيل حمايته و حماية بني جنسه من حماقة وتهور وهمجية أنفسهم..
القيد مقابل الصواب..
القيد مقابل جعل لحياتنا معنى نستطيع أن نفهمه..ولأفعالنا دوافع نستطيع أن نحللها..
على الأقل في دنيانا.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “:الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ “

كُتّاب و آراء

Nour Eldeen Magdy

من أنا لأقول لكم ما أقول لكم ؟!.. أنا لست لي.. أنا للطريق.. أنا السماوي الطريد.. أنا ملك الصدى.. أنا الرسالة والرسول.. أنا العناوين الصغيرة والبريد.. محمود درويش

نشر في 13 شتنبر 2015 .

شركة تصميم تطبيقات