دراسة نقدية بقلم الأستاذة ميلو عبيد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دراسة نقدية بقلم الأستاذة ميلو عبيد

دراسة نقدية - ميلو عبيد

  نشر في 09 أبريل 2017 .

دراسة أدبية متواضعة لنص الأستاذ صدام غازي محسن

( جمادات - نص مونولوجي أحادي الصوت )

* النص ....

اقيم علاقه مع كل الجمادات التي تخصني ، علبة سكائري صامتة رغم ماهيِّة السكائر والدخان . فانا أشعر بالذنب كلما انتهت صلاحية شيء ما بدون مجارة فعلية . مجر الدرج يحمل الذكريات ، والبعض منها بمحفظتي الجلدية التي لا ترد دوما على تساؤلاتي . ربما هي الثورة التي بلا جنود سَتَجنَح في آخر الأمر ، كحوت جَنَحَ الى رمال الشاطئ فأنها حواره بمفرده . أنا أفشل دوما في جمع خطواتي في كيس بلاستيكي ، خطواتي التي اخلفها خلفي .

حوار عقيم جمع آثارنا السابقة ، أو الرجوع لتصحيح مليم خطوة سابقة . الحنجرة التي تكلم نفسها لن تهتز سوى حبالها الصوتية ، وتتقطع في آخر الأمر . الهامارتيا* هو ذلك الجهل الذي يكتنفنا . التهريجية حوار بحاجة الى عاشقين ، والى خرز سليمانية ، وحجابات ، وبعض الكندر والكافور ، ومسرح رواده سكان القبور من أجل انجاح الأمر ، وأنتَ وحدكَ بين سكان القبور التي تصفق بدون أن تسمعها ، وتقهقه وتطلق النكت التي تبتاعها الجن بالمجان منهم .

كم ستحتاج الى مساحة باقية من منطقة الأفانس* بعد أن تقفل الستارة ؟ الفكاهة قاسية جدا عندما تلقيها على نفسك ، فتنتظر الفكاهة ان تمسك بطنك وتضحك بكل قوتك . الإيهام الدرامي مجموعة من الخدع التي تمارس ، كي يعتقد البعض أنها حقيقة لكن عندما تكون انت وحدك وانت من يمارس الإيهام الدرامي ماذا سيحصل حينها ؟ هل ستختفي فجأة أم تستخرج نفسك ، من داخل قبعة أنت ساحرها .

المحاكاة المفردة صعبة هذه الأيام ، بدون عقاقير هلوسة ، أو مثبط ما في داخل حوار أحادي الصوت .

==========================

الهامش

الهامارتيا : مصطلح يعني الخطأ الذي ينبع عن جهل .

الأفانس : أو الأفانسيه وهو المنطقة المتبقية من المسرح بعد قفل الستارة الأمامية

----------------------------------------------------------

* الدراسة .....

المونولوج هو من أروع وأرقى وأصدق أنواع التعبير المسرحي عما تجيش به النفس من عواطف وأحاسيس هو أصعب نص مسرحي منفرد يمكن أن يقدم كونه يعتمد بالدرجة الأولى على الحالة/ السيكلوجية/ للسارد

أستاذ صدام غازي محسن لقد قدمت نصا رائعا متميزا يكاد يكون نموذجا مركزيا للقياس عليه كونه استوفى معظم المقومات التي يقوم عليها النص المنولوجي

منذ اللحظة الأولى للدخول وتجلى ذلك من المقابلة/الأكلينيكة/ التي قام بها الكاتب محددا ماهية المتحدث ( جمادات - اقيم علاقه مع كل الجمادات التي تخصني ) ممهدا'' للمنولوج الداخلي المسرود انه صوت أحادي .

أن تقرأ نص منولوجي أحادي الصوت فهذا أمر واضح وبين لكن كلمة جمادات أعطت بعدا آخر أشد عمقا وأشد سريالية وأشد عدمية وهي دليل واضح على تشظي الذات ذات الكاتب /المتألمة وأقول ذات الكاتب لأنه وبمرور سريع على النص نلاحظ كيف أنه اتخذ دور الشخصية الساردة المتحدثة عن نفسها وأوجاعها وألامها وإحباطها مستخدما ياء المتكلم

( تخصني .سكائري .محفظتي . تساؤلاتي .)

وذلك باستبطان لواعج الدواخل والتكلم بنوع من التلقائية واللا مبالاة والتعالي على المستمع وهذا انما يدل على عنف المتخيل العنف الذي فرضه عليه الواقع المرير

لقد اتبع الكاتب استراتيجية محددة في السرد وطريقة البوح في الإفصاح عن الواقع المقيت ومرارته معتمدا على المتواليات السردية والجمل المرصوصة دون تشطير أو فواصل (علبة سكائري صامتة رغم ماهيِّة السكائر والدخان . فانا أشعر بالذنب كلما انتهت صلاحية شيء ما بدون مجارة فعلية . مجر الدرج يحمل الذكريات ، والبعض منها بمحفظتي الجلدية التي لا ترد دوما على تساؤلاتي ) . جاءت طويلة قليلا لكنه لم يحلق كثيرا بالمعنى لقد ترك بعضا من مجال للتخيل .

- اعتمد أسلوب الإسناد في المعنى فكان الإبداع في التزاوج ما بين الأفكارالقصدية(سياسية)

والسياقية (الفكرة الرئيسة للنص - ضياع الفرد- )

( ربما هي الثورة التي بلا جنود سَتَجنَح في آخر الأمر ، كحوت جَنَحَ الى رمال الشاطئ فأنها حواره بمفرده ).

تماهي رائع وهو مؤشر دلالي على تحديث السرد وفتح أفقه .

لقد جرد باقي الشخصيات من وجودها واعتبرها شخوص / جمادات مثلها ب

(علبة سكائر ..محفظة ..حتى الحنجرة سلبها الصوت ..مسرح .ستائر ..) وهذا يبين حسه الداخلي تجاه الخارج أو العالم المحيط /معاناة قسوة /لعدم الإندغام به، لدرجة أنه فكر بفعل أشياء خارجة عن التقليد والعادة (.حبوب هلوسة ..مثبط )...

- من أكثر الأشياء التي تجلى بها النص وضوحا هو الإعتماد على الإفصاح النفسي مستخدما استراتيجية سخرية البوح/بوح واقع الماضي المزعج جدا''

( أنا أفشل دوما في جمع خطواتي في كيس بلاستيكي ، خطواتي التي اخلفها خلفي .حوار عقيم جمع آثارنا السابقة ، أو الرجوع لتصحيح مليم خطوة سابقة . والتي يصعب تصحيحها )، وهنا أود الإشارة إلى نقطة لم تغفل على الكاتب وهي أن المونولج إنما يأت لمعاينة النفس على ماهي عليه وآلت إليه وليس كما تتمنى وتشتهي أن تكون .

والحركة الجميلة المميزة التي افتعلها الكاتب (رغم أنه المتحدث الوحيد ) انه أشرك المتلقي بلاوعيه بذلك الشعور بواقع واضح مختل حتى دون إعطاءه فرصة للتيقن وذلك يتوضح بتحوله من انا ل انت اي المخاطبة المباشرة للقاريء أو المتلقي (انت وحدكَ . كم ستحتاج .عندما تكون انت . تستخرج نفسك .وووو )

وهذه الحركة قمة العبقرية إذ تعتبر افصاح بتذويت الذات اي انه اعترف بكينونة ذات الآخر /المتلقي .أو المخاطب/ لكن مع عدم التخلي عن ذاته وانانيتها إن صح التعبير وحقها المطلق باﻹقرار وتجلى ذلك باستخدام ضمائر المتكلم مفردة أو حتى جمعا (انا ، نا الدالة على الجماعة ) .

لكل هذه المعطيات التي بني عليها النص شكلا ومضمونا يستحق ان يطلق عليه نص /السبيكة الذهبية / فلقد شابهها شكلا''من حيث التراص والتوالي في الجمل السردية والإسناد و السبك و مضمونا'' من حيث المقومات فكما ذكرت وهو رأي شخصي يعتبر نموذجا للقياس ....فكان سبيكة ذهبية 24 قيرااااط ..

أستاذ صدام غازي محسن دمت وشكرا'' لهذا المنتج

تحياتي لك. ..



   نشر في 09 أبريل 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا