في ظل توازنات القوى المحلية والإقليمية والدولية، فإن خيارات تركيا محدودة لمواجهة العدوان والإحتلال الروسي لسورية، للأسباب التالية:
1. حالة عدم الإستقرار السياسي الداخلي بعد الإنتخابات البرلمانية الأخيرة وترقب نتائج الإنتخابات البرلمانية المبكرة في 1/11/2015.
2. حالة عدم الإستقرار الأمني، ولاسيما في شرق تركيا بسبب تصاعد العمليات الإرهابية من قبل حزب العمال الكردستاني.
3. حالة عدم الإستقرار الإقتصادي والتراجع الحاد في سعر الليرة التركية (فعلى سبيل المثال، قبل 3 سنوات كان الجنيه الإسترليني يساوي 2.8 ليرة تركية، أما اليوم فيساوي 4.6 ليرة تركية)
4. التجارة البينية مع روسيا، وإعتماد تركيا على الغاز الطبيعي الروسي والإيراني، حيث تستورد تركيا من روسيا 57% ومن إيران 20%.
5. الإتفاقيات الدولية التي تسمح للبوارج والسفن الحربية الروسية من عبور البحر الأسود ومضيق البوسفور للوصول إلى سورية.
ولكن ماجرى ويجري وسيجري في سورية ليس شأناً محلياً، بل شأننا جميعاُ وبشكل خاص تركيا - بسبب عمقها الإستراتيجي وموقعها الجيوبولتيكي - وسيكون له تداعياته على المنطقة بأكملها، بل العالم بأسره. فمؤامرة القوى الدولية والإقليمية والمحلية على سورية خطيرة وكبيرة، لخصتها الكنيسة الارثوذكسية في روسيا بأنها "الحرب المقدسة"، وكشف عنها مقالة اللورد ديفيد أوين (وزير خارجية بريطانيا السابق: 1977-1979) ونشر في موقع "هافينغتون بوست وترجمه مرصد صحح خبرك الإخبارية ونشره في 13/9/2015 تحت عنوان "وزير خارجية بريطانيا السابق: الأزمة السورية مفتاحها بيد الأردن" حيث إقترح دخول الأردن إلى سورية عسكرياً، لتسيطر على دمشق بتفويض دولي من مجلس الأمن وبمساعدة إقليمية ودولية. ولاشك أن الهدف الإستراتيجي هو حماية دولة العدو الصهيوني، وإطالة عمر "الدولة العازل" التي أنشأتها الدول الإستعمارية الغربية في قلب منطقتنا العربية.
وإذا كانت تركيا لم تقتنص العديد من الفرص التي كانت متاحة لها في الشأن السوري في السنوات الأربعة الماضية، فإن المنطقة برمتها، وليس سورية، دخلت من مساء الأربعاء 30/9/2015 مرحلة جديدة هامة ومفصلية، وهذا يضع الأمن القومي التركي في خطر. وربما ليس أمام تركيا من خيارات إلا أن تتحرك وتتدخل عسكرياً في سورية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة...