بسم الله الرحمن الرحيم
أتساءل لماذا لم يعلمونا ونحن صغار كيف هي الحياة.. وكيف نتأقلم مع الأحداث التي قد نتعرض لها.. وكيف نتعامل مع أنواع الناس الذين يعيشون حولنا في كل مكان؟!
تُرَى ماذا كانوا يعلموننا ونحن صغار؟!
لقد هَدَروا طفولتنا في حشْو أدمغتنا بمناهج ومقررات لم نعد نتذكَّر منها شيئا بعد أن كبرنا.
وأتساءل.. هل حقًّا علَّمونا الفضيلة؟! لا أظن؛ فلقد كانوا ومازالوا دائمي الشجار يوميًّا وبألفاظ بذيئة، حتى عندما كانوا يحاولون تعليمنا بعض العبادات والمعاملات الحسنة.. كانوا يفعلون ذلك بعنف وترهيب دائما.
لم تبق في مخيلتنا عنهم بعد أن كبرنا سوى ذكريات سيئة مليئة بالعنف والترهيب واحتقار شأننا والمقارنة الدائمة بيننا وبين زملائنا في الدراسة.
ثم يطلبون منا أن نراعي شيبتهم وأن نبرَّهم كما فعلوا لنا ونحن صغار، فأيّ برٍّ هذا يا ربي! لقد قاموا بعقوقنا ونحن صغار.. فلماذا يتعجبون ويشْكون الآن من عقوقنا؟!
هذه واحدة من الأفكار التي تتردد في أذهان بعض الشباب والفتيات.. إن لم يكن الكثير منهم.
كنتُ أرجو دائمًا أن يهتم الآباء والأمهات بأطفالهم أكثر، وأن يراعوا نفسياتهم أولًا؛ فالمعاملة السيئة القاسية للأطفال تبقَى أثارُها مترسِّبة داخل ذاكرياتهم وقلوبهم، وعلى حد علمي فالكثير من الأمراض النفسية تعود أسبابُها إلى أمور خاطئة كانت قد تحدث في حياة الشخص وهو صغير.
من الأمور التي أكرر التحدث عنها باستمرار سوء معاملة الأطفال، مما أراه في البيوت وفي الشوارع من تعنيف للأطفال.. وانتقاد حاد لهم أمام الآخرين.. والصراخ الدائم عليهم وكأنهم كائنات مزعجة فحسب.. وإهمالهم حين يبكون أو يشكون من أمرٍ ما يؤلمهم.
غالبًا لا يُقدِّر الآباء والأمهات قيمة نعمة الحصول على أطفال، هناك الكثيرون يحلمُون بالحصول على دفء طفل واحد.. وهم على استعدادٍ لبذل أعمارهم ثمنًا لذلك.
التعليقات
مروة مقال هام وتكتب فيه صفحات وابحاث
احييكي