خاطرة3:

كان جدي وفدي التوجه محبا لمصطفى باشا النحاس بشدة وقد كان معتادا هو ورفاقه على إستقباله في محطة القطار في كل مناسبة يطل فيها على محافظة الغربية ليزور قبر أمه هناك وقد كتب فيه جدي قصيدة مدحه فيه وأثنى عليه في إحدى المناسبات لا أذكرها بالتحديد وكان مما تعلمت من خبراته في إلقاء الشعر بصدد كيفية التعامل مع الخوف من مواجهة الجمهور قوله"إعتبر الناس اللي قاعدة دي شوية طوب" ومن ثم سيتلاشى خوفي من مواجهتهم فهم في نظري جماد لا يعقل هكذا كان تصوره.

ذات مرة كنت قد إشتركت في إحدى المسابقات الشعرية بقصر الثقافة وقد طلب مني أن أكتب قصيدة عن المخدرات وآثارها السلبية على الإنسان إلا أن ما أثار حفيظتي وسبب لي ضيقا إني لم أكن أشعر بتلك القصيدة ولا بما  تحويه من معاني تمس وجداني وشعرت أني مجبرا على تأليفها لاسيما في ظل قصر المدة التي قضيتها في كتابتها لأسلمها في الموعد المحدد فكتبت بعض الأبيات الشعرية وانا عنها غير راض إلا أني حاولت إقناع نفسي بها فلم أستطع فعرضتها على جدي ليقيمها فكان وصفه إياها أنها"أشبه بمقام زبال" ..وحين سمعت أذناي تلك العبارة شعرت بخجل شديد مما كتبته فقد تجلى قبح ما كتبت بعد سماع هذا الوصف الموجع والصائب في الوقت ذاته..وعلى ما أذكر أن مطلع القصيدة كان:

بانجو وحشيش وكمان هرويين حاجات تخلي الناس ضايعين

سألت نفسي "ما هذا العبث الذي كتبته وكيف لي أن أسمع  قامة أدبية كجدي هذا الهراء!!!"

واتخذت قرارا بإدخال كثير من  التعديلات  على القصيدة بمشاركة أحد الشعراء بقصر الثقافة وتقدمت بها إلى المسابقة وأحمد الله أني لم أفز بها فقد كتبتها رغما عني.