بكل بساطة يعني أنك تضع رأسك على وسادتك ، وتغط في نوم عميق دون أن تخاف أن يباغتك انفجار فتموت مشتعلاً بالنار ، أو يرعبك صوت صاروخ يقصد سكونك ، ويطير بنومك ، أو تسقط على منزلك قذيفة مدفع تسلبك أهلك ومالك في لمح البصر .

.

يعني أيضاً أنك لا تخشى أن يُكسر بابك دون أن يٌطرق من قِبل الميليشيات الطاغية ،والجبابرة الباغية ، ليستولوا على ممتلكاتك ،أو ينتهكوا حرمة بيتك أو ليغتصبوا أرضك ومالك و شرفك ..

.

ويعني أيضاً أنك لن تقلق من أن يسطو عليك لصٌ أو قاتلٌ أمِن تماماً من عقابه ، فلا رادّ له ولا رادع يزجره ، فيتجرأ أن يجرّدك مالك وروحك بدم بارد !

.

وهناك معنى آخر ( فارق ) للأمن لا يعرفه إلا من يسكن بالقرب من القواعد العسكرية التي تدافع عن الوطن على الحدود الجنوبية .

.

وهو يعني أنك قد تسمع صوت المدافع ، وتمر من فوق رأسك القذائف دون أن ترعبك أو تخيفك ..!

إذ أنت تعلم يقيناً أنها النار الصديقة المخلصة لوطنها وأرضها ولك والتي تتلظى لتحرق كل من أراد سوءاً بك وبوطنك .

.

يسوسها جنود أبطال ولدوا من رحم هذا الوطن العظيم لهم أعينٌ لا تنام لتنام أنت بسلام

ولهم أرواح مقدامة تقدم نفسها للموت لتحيا أنت

وقد يرحلون ويستشهدون لترث أنت بطولتهم .

.

هذا ما يشعره أبناء هذا الوطن الحبيب على حدوده الجنوبية إذ يعيشون بصحبة تلك النيران اللاهبة في الأفق ، وبرفقة ذاك الدرع المهول من الدبابات العظيمة المنتشرة على حدود الحمى التي تتصدى لكل من يحاول أن يمس أرضنا ووطنا وأمننا بسوء ..

.

وهم مع كل ذلك يعلمون أن هذا هو الأمن بعينه

وبه ينعمون ويفخرون وينامون ويهنؤون

.

فلله الحمد على نعمة الأمن والأمان

ونسأله تعالى أن يحفظ لنا وطننا وقادتنا وأمننا

وأن ينصر جنودنا المرابطين ويسدد رميهم

وأن يعيدهم إلينا سالمين ، وبوطنٍ آمن آمنين..