يوم 12 ديسمبر 1990 إنطلقت أول فضائية عربية من القاهرة .. يومها لم تكن قد ظهرت الجزيرة فى السماء العربية .. لكن الدنيا تطورت بسرعة وسبقت قنوات كثيرة الفضائية المصرية .. التى داهمتها مشاكل كثيرة فى مقدمتها السيولة المالية والعمالة الزائدة التى تتقاضى مرتبات أقل مما يتقاضاه العاملون بالقنوات الخاصة المصرية والقنوات العربية.. ويوم السبت الماضى إحتفلت القناة الفضائية المصرية بمرور 25عاما على انطلاقها ..لم ألحظ مشاركة من قنوات أخرى فى هذا الحفل الذى امتد على مدار اليوم كله تقريبا ..وكأن بقية قنوات ماسبيرو لاعلاقة لها بالفضائية..التى احتفل أبناؤها بأنفسهم مع مشاركة من جانب بعض الاعلاميين الذين عملوا فى القناة ..وكنت أظنها فرصة للاحتفاء ببدء مرحلة جديدة لإعلام الدولة من خلال هذه القناة التى كانت أول فضائية عربية.. وتحدث المحتفلون على الشاشة بحب وأمل بأن تعود القناة الى مكانتها الريادية.. فى عالم تتنافس فيه فضائيات تجرى من تحتها أنهار الأموال وهو ماتفتقده فضائيتنا .. تابعت الاحتفال التقليدى الذى أخذنى الى الماضى اكثر مما أطلعنى على المستقبل ..وتمنيت أن يكون الأحتفال مختلفا ..يعبر عن الحلم الكبيربلغة الاعتزاز التى تحدث بها المشاركون من مذيعين ومعدين وموظفين وعمالا ..فقد ظهر على الشاشة العاملون بالاضاءة وبعض من لم يكن فى خيالهم أن يظهروا عليها . وهو مايعكس الحب لهذه القناة التى يتطلع أبناؤها الى مقدمة الصفوف

كان مهما ..أو كنت أتمنى أن أرى شكلا مختلفا مع بداية العام السادس والعشرين ..إذ كان الشكل التقليدى يعبر عن المعاناة التى يعيشها أبناء ماسبيرو بشكل عام .. من ضعف الإمكانيات المادية التى جعلت الناس تشعر أن الكاميرات لم تكن حديثة بالشكل المبهر .. ولا مجال الأن - ونحن نعترف بالأزمة المالية - للحديث عن حلم ان تنطلق هذه القناة بتقنية( اتش دى ) مثل كثير من القنوات التى تملأ الفضاء .. فهناك قنوات ضعيفة مهنيا ولكنها تتباهى بدخولها عصر الصورة فائقة الدقة.. والمشاهد بتقنية ال360 درجة ..ولم تعجبنى بعض المشاهد التى ظهرت فى بعض مقدمات اليوم الإحتفالى.. لأنها مصورة منذ سنوات بكاميرات قديمة .. وهى فرصة لأن تكون فقرات الربط خلال الايام المقبلة عبارة عن صور ساحرة بكاميرات حديثة تعكس جمال وسحر مصر أمام من يشاهد فضائيتنا فى العالم

لاتبدو الفضائية المصرية .. وأكاد أقول بقية قنوات تليفزيون الدولة الرسمى مهتمة بالسوشيل ميديا ..وكنت أتمنى أن أرى فريقا من المعدين يعمل على مدار الساعة لنشر لقطات من البرامج على الانترنت .. ومازلت أتمنى أن يمتلئ التويتر والفيس بوك باخبار برامجها وأنشطة المذيعات والمذيعين وتنبيه الناس الى مواعيد البرامج كما تفعل قنوات اخرى ..صحيح ان اتحاد الاذاعة والتليفزيون وضع كنوزا درامية ومحتوى برامج ضخمة على اليوتيوب .. ولكن الاهم هو الترويج لهذاالمحتوى الذى لايعرفه ملايين المستخدمين على الشبكة الدولية للمعلومات

ولايكفى أن نتحدث كثيرا عن عراقتنا وأننا الأصل وكنا نمتلك الريادة .. لأن قنوات عديدة لاتملك هذا التاريخ وهذه العراقة وتتباهى بأنها فى المقدمة .. وأتصور أن لدينا القدرة على أن نكون فى المقدمة كما كنا قبل أن تدهمنا الازمة المالية .. إن كثيرين يتحدثون عن أن مشكلة تليفزيون الدولة تتلخص فى العمالة الزائدة وندرة الاموال.. ويمكننا ان نضيف اليهما مشكلة الادارة المبدعة التى يمكنها الاستفادة من ثروة الموادرد البشرية التى تشكل اليوم عبئا بحيث تحولها الى طاقة مفيدة بالتدريب التحويلى وتعميق المهارات.. والدمج الذى لامفر منه بين بعض القنوات والادارات ..لتوفير الاموال التى يمكن بها شراء الأجهزة الجديدة وزيادة المرتبات لتوفير مناخ إبداعى تنطلق به قنوات الدولة الرسمية.