معهد الفضاء المدني

الشاعر : عمر بن علي العبيدي

* آليات الإتصال و التواصل بين المجتمع المدني و المجالس المحلية المنتخبة *

تقديم :

إن مفهوم المجتمع المدني لم يعد مجرد مفهوم يشير إلى مستوى من مستويات النشاط الجماعي المتصّف بالتعددية والتناقض وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، بل أصبح يشير لمجموعة كبيرة من المنظمات النشطة التي تسعى كل واحدة منها للعب دور بارز في حياة المجتمع ككل، بموازاة الدولة وأحيانا في مواجهتها.

"إني رأيت أنه لا يكتب أحد كتابا في يومه، إلاّ قال في غده : لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد لكان يستحسن، ولو قدّم لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل. وهذا من أعظم العبر. وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".

العمــــاد الأصفهــانـــي

إن الاتصال بما هو ذهاب وإياب لرسائل ترمز فتفك رموزها فيستجاب لأثرها بشكل لفظي أو شبه لفظي، أو غير لفظي، هو دفق يصبغ حركية الحياة ويجعل الكائن البشري يتطبع اجتماعيا بقدر ما يتصل بالغير أو يتواصل معه.

و التواصل ضرورة حيوية، فالإنسان ككائن تسري فيه جذوة الحياة لا يمكن ألا يكون في حالة تواصل مع ذاته (تواصل باطن) أو مع الآخرين (تواصل مواجهي أو جماعي او مؤسسي). والثابت أن التواصل سلوك طبيعي (سوي-صحي)، أما انعدامه أو اضطرابه فهو سلوك مرضي ينفي مقولة الإنسان مدني بالطبع ...

و بما أن الإنسانلم يعد ذلك الكائن المنعزل في الكهوف و صار إجتماعيا بطبعه و نظرا لإن العالم شهد طفرة قوية في مجال الإتصالات مما حوله لقرية صغيرة كسرت هوّة الفوارق الثقافية و الإجتماعية و أصبح ما يحدث في اليابان يكاد ينتقل فيظرف وجيز لآخر الآرض خاصة مع تقنيات الأنترنات و البث الحيني المنتشرة هذه الأيام. 

 وحينما نهتم بالشأن العام سواء كنّا في السلطة أو في منظمات المجتمع المدني كمجال خصب للتواصل، فإننا نقف على أثر الفعل التواصلي في كل أنشطة المجالس البلدية المنتخبة كالاستقبال والتخطيط والتنظيم وأخذ القرار والتنسيق والإشراف والمتابعة والمراقبة. ويمكن حصر دور التواصل في :

1) الإعلام : بإرسال المعلومات والأخبار والمعطيات المختلفة. ويقابل الإعلام الاستعلام "النفاذ للمعلومة "

2) التوجيه : بالإرشاد والتخيير وعرض البدائل والنصح والتوصية . ويقابل التوجيه الإستنصاح والإسترشاد.

3) الاقتراب والمقاربة: (من عضو أو شريك أو مسؤول محلي أو جهوي ...إلخ) ويقابل الاقتراب الابتعاد والهجر.

4) التأثير: (على الآخر) بتغيير طريقته في إدراك الواقع أو مواقفه أو آرائه أو سلوكاته،

بحيث توافق قناعات الشخص صاحب التأثير أو نواياه أو مقاصده. و الإتصال نوعان داخلي و خارجي ،داخلي في صلب المنظمة بين المسييرين و الأعضاء و هو بمثابة الدورة الدموية للجسم يمكن من ليونة نقل المعلومة و الإرشادات و تبادل الخبرات و تقاسم الأدوار و النجاح تنظيميا في تذليل العراقيل و تطوير الأداء و خارجي مع المؤسسات و المنظمات الأخرى و المجالس المنتخبة و هو شبيه بالتنفس حيث يأخذ الجسد الهواء من خارجه و يعيده في عملية تبادل آنية و مستمرة.

- توصيات لتحسين الاتصال مع الآخري

1- انتبه إلى تصرفاتك، فهي تعبر عنك اكثر من أقوالك.

2- اجتنب الشكوى والبكاء للناس وكن إيجابيا وفاعلا في تعاملك معهم.

3- احترم مواعيدك وتعهّداتك.

4- تذكر أسماء محاوريك ونادهم بها، فأجمل موسيقى يودّ سماعها كل شخص هي اسمه يذكر على ألسنة الآخرين.

5- لا تنتظر أن يتعرّف الناس إليك وإنّما بادر بالتعريف بنفسك بكل لباقة ولياقة.

6- عندما تتعرّف إلى شخص غريب، لأوّل مرّة، فالأفضل أن تتحدث معه في مواضيع عامة.

7- تعوّد أن تجري الابتسامة على شفتيك، فهي لا تكلّفك شيئا ولكنها تعني لمحاورك الكثير.

2- الأدوار المعيقة للاتصال مع الآخرين

 دور القائد الذي يميل إلى التحكم بنواصي الآخرين وتسخيرهم.

 دور حامي الأخلاق الذي يسرف في الوعظ.

 دور المنتقد الذي يعمد إلى النقد اللاذع (غير الموضوعي) للآخرين.

 دور الحكيم الذي يملك أجوبة لكل الأسئلة ويحاول إظهار تفوّقه المعرفي على الآخرين.

 دور الحاكم الذي يتّهم الآخرين ويؤكّد أنهم على خطإ.

 دور المحقّق الذي يبحث عن إيقاع الآخر في الفخ أو عن إمساكه متلبّسا بفعلته.

و لإنجاح الخطة الإتصالية لا بد من الإطلاع على فنيات الإتصال و الإلمام بآليات التواصل مع الآخر

فالإتصال في النهاية هو إرسال رسائل كإلقاء محاضرة أو خطاب أما التواصل فيفيد المشاركة و المناقشة.

عناصر خطة الاتصال:

إستراتيجيات الاتصالات هي خطط للاتصال ، إتاحة معلومات تتعلق بمسألة محددة،

حدث، موقف، أو جمهور. كما أنها تخدم المخططات للتواصل مع الجمهور،

وأصحاب المصلحة، أو حتى الزملاء.

وينبغي لاستراتيجيات التواصل:

 تحديد الهدف / الأهداف،

 تحديد أصحاب المصلحة أى المستهدفيين،

 تحديد الرسائل الأساسية،

 تحديد وسائل الاتصال لإيصال المعلومات عن غرض محدد.

 تحديد الآليات التي سيتم استخدامها لللحصول على تغذية مرتدة بشأن

الاستراتيجية

وسائل وأدوات الاتصال:

 لقاءات واجتماعات وحوارات

 المراسلات الداخلية

 التفاوض و المناظرة

 دورات تكوين

 البريد الإلكتروني

 وسائل التواصل الإجتماعي

 مطويات

 حلقات نقاش

 رحلات

 الإذاعة و التلفزة

 جلسات المساءلة

و لنجاح الخطة الإتصالية ضمن إستراتيجية الإتصال الفعال لا بد من طرح الأسئلة التالية :

ماذا؟ من؟ كيف؟أين؟متى؟لمذا؟  و هو ما يعبر عنه بالأصابع الذهبية

ماذا نريد؟ أو ما هي أهدافناالتي نريد تحقيقها ؟

من نستهدف بهذه الخطة الإتصالية؟ من هم أصحاب المصلحة ؟

و من المرسل؟عضو بالمنظمة؟مجموعة؟مدير تنفيذي..

كيف ؟ تحديد وسائل و قنوات الإتصال( تلفزة/جرائد/فايس بوك/مباشرة/مطويات)

أين؟ تحديد الفضاء ( ميدانيا/دعوة لإجتماع/جلسة)

متى؟ تحديد الموعد،يومي/أسبوعي/شهري/

لمذا نتواصل ؟للإعلام و الإقناع و التعبئة و المناصرة