لا تظن بعقلي الظنون عندما أخبرك بأنى جئت إليك من العالم الآخر ، هناك حيث الهدوء يَعُم صفحات الكُتب ، و تكاد تتواقف عقارب الساعة عن الحركة ، ولا تشعر بمرور الوقت فأنت في حضرت ضيف هادئ ممتع ، فهو في عالمه الخاص ساكن في رفه فتَجذبه لتأنس برفقته و لا يلبس أن يأخذك إلى عالم آخر ، عالم يعج بالقصص و العبر الصامتة .
و من سماته أنه يشبه آلة الزمن فأنت تنتقل من عصر إلى عصر و من حقبه إلى حقبه و أنت قابع في مكانك ، ليس هذا وحسب فأنت تستطيع أن تُكون صدقات وعلاقات قوية في عالم الكتب كما أنهم سيعيشون دائماً في خيالك ، تكاد تربطك بهم علاقة صداقه أقوى من علاقات الصداقة التي في عالمك الحقيقي .
ولا تعجب من القوة السحرية التي يمتلكها هذا العالم .و ما يتركه من أثر عظيم في نفسك فلو لم تكون له هذه القوة السحرية لما كانت أول آية في أعظم كتاب
" اقرأ" .
و انت تتجول في جوانب الكُتب تحملك من حاله إلى حالة ، فتاره يعلو وجهك ابتسامه دافئة و تارة تنفعل و تارة تكاد أجنابك تتمزق من كثرة الضحك ، فتجمع ما بين كل هذه الحالات في ساعة واحدة .
واذا ما قطعك أحدهم و انت في عالمك هذا تشعر و كأن حاجزاً قد انتصب بينك و بين هذا العالم ، فتكاد تفقد كامل تركيزك ، وتحتاج إلي بعض الوقت لكى تلملم شتات عقلك و تعود من جديد .
هناك في هذا العالم ما يساعدك على الحفاظ على اتزانك في عالمك الحقيقي. ويساعدك على فهم ذاتك و فهم من حولك ..
و بعد مدة من تواجُدك في هذا العالم تَنجذب إلى عالم آخر و هو عالم الكتابة . ولاشك بأنك ستأنس به أيضاً .
تخرج منه و قد استردت لياقتك الذهنية ، بالإضافة إلى الزاد الفكري الثمين الذى حصلت عليه، و ينبثق في نفسك و عقلك كثيراً من الأفكار و القيم .
تكاد الساعات التي تقضيها في هذا العالم هي الساعات المثمرة في يومك وما عداها خواء . فلا تنسي نصيبك من هذا العالم .
-
أسماء سعيد منصور" مُتَرجمه علي الطريق "