بحثت عنها في كل مكان ، تمنيت سماع صوتها على الهاتف أو حتى رسالة مجهولة تخبرني أنها بخير وعلى مايرام .
ثلاثة عشرة عاما مرت كالخيال منذ كنا أطفالا صغارا نفرح بقدوم العيد ونتباهى بارتداء الجديد ، كنا أنا وهي نجلس على نفس الطاولة الأمامية جنبا إلى جنب ، نصغي بتركيز وانتباه شديدين إلى ماسيقوله الأستاذ في كل حصة ، كان كل طالب يطمح الى تقديم الأفضل دائما وتحصيل أعلى النقط في آخر كل سنة دراسية كي يتأهل الى القسم الموالي أما أنا وهي فكنا كالتوأم الملتصق روح واحدة في جسدين مختلفين أو بالأحرى نبض واحد في قلبين اثنين ، نتيجة تعبنا واحدة أما علاماتنا العالية فكانت بفضل جهودنا المشتركة وطموحاتنا اللامتناهية .
جميع الأساتذة ينادوننا بالطالبتين المجدتين لان شعارنا هو"مادام عليك أن تفعله فأجد صنعه" ، كانت اختياراتنا واحدة لم نتجادل يوما على من سيحظى باعلى درجة مع مرتبة الشرف .
حلمنا سويا فرحنا وبكينا سويا لعبنا واجتهدنا سويا ، أسميتها صديقتي لأنها كانت بالنسبة لي كالمظلة كلما اشتد المطر كلما ازددت حاجة إليها ، كانت أختي التي لم تلدها لي أمي ، سندي ومنبع إلهامي .
تختنق العبرات في صدري كلما استحضرت شريط ذكرياتنا معا ذات يوم .. فقد شاءت الأقدار أن نفترق ويصبح لكل منا رواية ينسجها بمفرده بعيدا عن نصفه الثاني انفصلت أجسادنا لكن أرواحنا بقيت متصلة ببعضها البعض في عالم الامنيات .
لم ولن أنساها يوما وكيف لي ذلك وهي بئر أسراري العميق ورفيقة دربي وشمعة ذكرياتي التي تضيء لي في عتمة الليالي الموحشة كلما تذكرتها رجوت العودة للوراء قليلا لأخبرها كم أن فراقها صعب وانه لامعنى للصداقة إن لم تكن لها ولأجلها .
واليوم وبعد أن اجتمعنا من جديد أقول لها يا أختي ورفيقة طفولتي حتى بعد كل هذا الفراق كنت وستظلين من تؤنس وحدتي وتملأ علي خلوتي وتبعد عني وحشتي يا توأم روحي .
سأظل احبك يا صديقتي الوفية حتى ينتهي الحب من الوجود وتنعدم الكلمات وألفظ آخر نفس من أنفاسي ...
التعليقات
- من هو أشبه بالدواء تأخذه بمقدار ساعة الحاجة اليه.
- ومنهم من هو أشبه بالطعام تأتي اليه شهية وقت الجوع ،تم تغادره الى حين مأدبة اخرى.
- وهناك صنف اخر، ولكنه نادر، مثل الهواء لا تستغني عنه في استمرار حياتك ،تحتاجه في كل ثانية ودقيقة وساعة و..بل تشعر في غيابه بفراغ قاتل ،ووحشة مخيفة .
وكيفما كانت الأشكال في تنوعها ، يبقى الصديق نعمة النعم من رزقها بحق ،يجب ان يحمد الله عليها كثيرا، وان كان في رزقه صديق صادق صدوق محب و غيور، فذاك أعز ما يطلب، ويجب الحفاظ عليه وعلى صداقته والتنبه من كل عوامل التشويش او القطع أوالحوار التي قد تؤدي الى زوال هذه العلاقة .
موفقة اختي وننتظر منك المزيد .
اول صديقة اتعرف عليها ..ورغم مضي سنوات طويلة على فراقها لازالت في قلبي وذاكرتي اتمنى لقاءها لكن مايصعب لقاءنا هو كونها من دولة اخرى!! ولأننا كنا اطفال في ذلك الوقت لم نعرف شيء اسمه وسائل تواصل في حال افتراقنا ...لذا يبقى الذكرى هو مايجمعني بها ...
《 طرح جميل ياخولة... دام قلمك》