خاطرة 8:

كانت تلك المنحة " التنمية الذاتية" رسالة من الله  لي ليس فقط لأسعى لتعديل سلوكياتي وإصلاح عيوبي في إدارة علاقتي بذاتي و بالناس فقط بل لتوجيهي إلى ما سخرني الله فيه لأكون طالب علم أنهل منه ما يجلب لي النفع الكثير ولغيري من الخلق وقد علمت ذلك فيما بعد.

وكان أول ما جنيته من ثمار تلك المنحة  أن أصلحت خصوماتي مع زملاء الدراسة وكأني أفتح معهم صفحة جديدة ناصعة البياض لا مكان فيها لأي قطيعة أيا كان قدرها وكنت في فرحتي كالطفل حديث العهد بالحياة فقد حرصت أن أريهم ما حصلت عليه من شهادات عن تلك المنحة بتوقيع عدد من المدربين وعلى رأسهم د.إبراهيم الفقي رحمه الله ولم يكن غرضي من ذلك حينها إلا أن أبعث لهم رسالة أني قد تغيرت حقا وعلامة ذلك ما ترونه من واقع ملموس.

واقر أني تسرعت في تلك الخطوة فليست العبرة من الإستفادة هي نيل الشهادات والدرجات العلمية المرموقة مهما بلغ مستواها الأدبي والمعنوى بل التطبيق العملي لما تعلمته

 فالتحدي الحقيقي هو أن ترى نفسك نموذجا حيا لهذا العلم ويبدو ذلك في أخلاقك ولنقتدي برسول الله في ذلك قدر إستطاعتنا كما قالت عنه السيدة عائشة" كان خلقه القرآن"..نعم..إن المراد من العلم  العمل به وليس الفخر بما نلت من مراتب علمية وحسب.

وإبتليت في هذه السنة بعدة تحديات لم أكن أتوقع حدوثها ولم استطع التعامل معها لقلة خبرتي ونفاذ صبري وعدم فهمي لما تحمله من بشريات في المستقبل بإذن الله.

وقد كان ذلك ووجدت نفسي متعمقا في قراءة وسماع  كتب ودورات في التنمية الذاتية ولكن بعمق أكبر وشرعت في تطبيق ما تعلمته فقد إستفدت من تجربتي السابقة وقدر الله لي النجاح البالغ  فجنيت ثمار العمل بالعلم وأعدت النظر في أمور كثيرة كالقراءة والتخطيط للحياة ووضع الأهداف والسعي إلى الإنجاز والتفوق وإكتساب أصدقاء وترك آخرين والإنزواء إلى نفسي ليس لحبي في العزلة لذاتها بل للعمل على بناء ذاتي من جديد.