يا بُنّي أعرني سَمعك...

إنّها أيامٌ قَلائل يَعيشهَا البَار والفَاجر والعبرة لِمن صَدق، مَا الأجمل الإنتظَار لوقت تعلمه ولاسيما أن تكَون قد أخلصت مُستعدًا للقاءَ، قدِمتِ على هذة الحياة كجندي فِي مُقدمة الجيش وَلا يفقه شيئًا فِي فنون القِتال، فإلّم تنَال نَصيبك مِن المعرفة فهي الخُسارة المحتومة، مُقيدون نحن بِأشياءٍ نجهل حَقيقتهَا أهِي خيّرة أم لا ولكن مِن شدّه تَعلقُنَا بِهَا عَشقنَاها، أخشى أن يكون تعلقنا بمن كُتب عليه الذل بدنيا زائلة، نحتاج إلي جُرعات تذّكر لتتدفق بحور دموعٍ قد جفت من قلبٍ قد قسى، فبُكاء القَلب أشد خشُوعًا، نتقَابل بِأناس يجهلون أن يتعظّم هَدفك وان تسعى لأن تنال، تفقد جُل مشاعرك من أجل ان تربط عَلى اكفّهم وتشدد ازرهم فمبتغاك أن تَصحبهُم إلى مَاوصلت أنت، ستلتقي بالكثير وستحظي بالتعلم من مواقف لم ترى مَن أصحابها سوى خيبة الأمَل، تلك الدروس اجعَلَها زادك وامضِ في الطَريق وَلا تَلتفت فإن المُلتفت مَهما نَال لايَصل، اجعل مَحبتك للّه وبِاللّه ولاتَهجر صُحبتك وأحبتك والى مَن يُصلح من تصحبه لعهدٍ يَرتضاة اللّه فأنت تمضِ على دَربٍ طَويل لامُؤنس فِي سفرك سوى تِلك القُلوب الصَادقه مِن ترسل لك الدعوات لِتمضِ ولاتَنحرف، ستجد جُل معرفتك بينهم وستعلو حتى تكاد أناملكُم أن تلمس القَمر،وأسأله أن يديم وَصلكُم ووِصَالكُم وأن يهبكُم الثبات حتّى لقياة، أي بنيّ إنّ المعرفةَ عالمٌ خاصّ، إذا قُدّرَ لك أن تلج بابهُ وتتنزّه في رحبِهِ، فقد كُفيت همومًا كثيرة مما يتشاغلُ به أهل الدنيا، أعلم أن الطَريق طَويل أربط على ثغر قلبك وأسأل خَالقك السلامة وَاجعل سيرك فِيه آمِلاً جنّته وَعلى حَافتية رضاه، وَلاتشرع فِي شيء إلا بالإستعانه والتّوكل عَليه وَسر واثقاً مُطمئنًا لقدره وأنّه كُله خير....