الإيمان وحقيقته

راحة النفس لا تكون إلَّا بالإيمان بالله جل وعز، ونفس غير مؤمنة ستبقى خائفة وتائهة وضعيفة لا استقرار لها.و هو أفضل الأعمال وأزكاها عند الله ,رَوى أبو ذر رضى الله عنه من سؤاله لرسول الله ﷺ بقوله " يارسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال ﷺ: الإيمان بالله والجهاد في سبيله"(رواه مسلم)

والإيمان الذي به النجاة هو الإيمان بالله، ومعناه التصديق الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه، وأنه الذي يستحق وحده أن يُفرد بالعبادة من صلاة وصوم ودعاء ورجاء وخوف وذل وخضوع، وأنه المتصف بصفات الكمال كلها، المنزه عن كل نقص وعيب جل وعز

و أركان الإيمان: الإيمان بالله و ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهذا الإيمان هو أصل سعادة الإنسان، بل هو جنة الدنيا للمؤمن، وخاتمته جنة الآخرة إن شاء الله.

و الإيمان شرعًا: هو اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان

وإذا عُلِمَ هذا، فليعلم أن أساس قبول العمل عند الله هو الإيمان؛ لقوله جل وعز{فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [الأنبياء: 94]

 أركان الايمان

 الإيمان بالله عز وجل

و هو أول أركان الايمان فيلزم الاعتقاد الجازم بوجود الله تعالى ربا وإلها ومعبودا لا شريك له , و الإيمان بالله يتأتى من التدبر في الكون والنفس، و تتبع آيات الله في الكون فتدلنا بل تبرهن برهان محكم وقاطع على وحدة الخالق عز وجل سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

 الايمان بملائكته

و هو الاعتقاد الجازم بخلق الله للملائكة و انهم عباد الله المكرمين , لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يأمرون , قال تعالى ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ , و الايمان الكامل اوصافهم التي أخبر الله عنها , فهم خلق من نور, لهم أجنحة مثنى و ثلاث ورباع , قال الله تبارك وتعالى ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ﴾ يسبحون الله

و بغضهم و عداوتهم ينافي الايمان الكامل , فالإيمان بهم جزء من أركان الإيمان لا يكتمل الإيمان الا بالإيمان بهم .

 الإيمان بكتب الله المنزلة على رسله :

فهي ركن عظيم من أركان الإيمان وأصل كبير من أصول الدين، يجب الايمان بها انها منزلة من عند الله فلا يتحقق الإيمان بإنكارها , قال تعالى) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ),

 الايمان بأنبياء الله و رسله

ممن ذكرهم الله عز وجل في كتابة , او لم يذكرهم , و يقصد بذلك الايمان الكامل بما ابلغوا به من الوحي عن الله عز وجل , من الاوامر و النواهي , و التصديق بما أخبروا به من سير الأمم السابقة , أو مما سيكون بعدهم من الإخبار .

 الايمان باليوم الاخر

و هو الإيمان الكامل بكل ما أخبرنا به الله عز وجل ورسوله مما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار، وما أعد الله لأهلهما جميعاً.

 الايمان بالقدر

و هو أخر ركن من أركان الايمان , يلزم المؤمن الايمان بتقلبات الحياة خيرها و شرها و انها من قضاء الله , يلزم التسليم و الرضا بها , مع الاستعانة بالله لطلب كشف الضر و شكره و حمده لنعمائه.

لمقالات أخرى على موقعنا : ربي الله  و أهمية العلم بأسماء الله الحسنى , تعرف على لا إله إالا الله , الكتب الاسلاميه

نواقض لاإله إلا الله , بأسماء الله الحسنى , و أثر التوحيد على العبد المؤمن