حزب النور بين نوكيا و أبل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حزب النور بين نوكيا و أبل

  نشر في 04 مارس 2016 .

"نوكيا" تلك الشركة العملاقة التى ظلت تحتكر صدارة صناعة أجهزة الهاتف النقال فى العالم لما يقرب من عشرين عاما فرضت خلالها نفسها فى أكثر من 150 دولة حول العالم محققة أرباحا سنوية تتعدى ال30 مليار دولار وحتى عام 2007 كانت تسيطر بمفردها على 40% من مبيعات الهواتف النقالة حول العالم ...إنها امبراطورية عملاقة تجاوز دخلها دخل دولة مصر بكاملها ...و فجأة إنهارت نوكيا...و هوت قيمتها السوقية من 128 مليار دولار الى 8 مليار دولار ..و فى مؤتمر صحفى تخيم عليه أجواء الحزن و الأسى أعلن "ستيفن إيلوب" المدير التنفيذى لنوكيا وهو يزرف الدموع عن موت نوكيا و بيعها إلى ميكروسوف مقابل 5.4 مليار يورو , و مع موت ذلك العملاق نوكيا بزغ نجم عملاق اخر ألا وهو أبل بعد أن كاد يحتضر خلال سنواته السابقة و لكنه قاوم واجتهد و صارع وانتصر حتى حققت أبل مبيعات تقدر بـ 233مليار دولار خلال 2015 و بلغت قيمتها السوقية 740 مليار دولار...ترى كيف انهارت نوكيا و كيف ارتقت ابل ؟ ..إن السر يكمن فى كلمة واحدة "الإبداع", ظلت نوكيا متمسكة بنظام التشغيل ويندوز رافضة أى تطوير وعلى الرغم من أن مراكز أبحاثها - التى يعمل بها الاف العلماء من مختلف أنحاء العالم - قد أمدت إدارة الشركة بخطط و أفكار و ابتكارات طموحة إلا أن "ستيفين إيلوب" و مجلس إدارته رفضوا كل تلك الخطط و تمسكوا بكل ما هو تقليدى , لقد وصلت أبحاث نوكيا مستويات متميزة للغاية تجاوزت إبتكارات و أبحاث "ابل" إلا أن الفكر العقيم لإدارة نوكيا و رفضها الدائم للإبداع جعل نوكيا تنزف بإستمرار فاقدة تدريجيا حصتها فى السوق العالمية و استمر النزيف و مازلت نفس الأدارة متمسكة بنفس نهجها النمطى رافضة أى محاولة للتطوير و الإبداع حتى انهارت نوكيا تماما..و على الجانب الاخر تبنت "أبل" أبحاث فريق علمائها و أخذت تطور هاتفها اى فون و تتلافها عيوبه تدريجيا و تفسح المجال لكل عقل مبدع حتى أرتقت مبيعات أبل لتحل فى المركز الاول عالميا بمبيعات خرافية و قيمة سوقية خيالية على الرغم من أنها منذ سنوات قلائل كانت تعانى من انهيار وشيك وضعف شديد فى الأرباح , إذا فالفارق هو تبنى الإبداع و توفير كل سبل الدعم له , لننتقل سريعا إلى واقعنا المصرى و بالتحديد إلى ذلك الحزب المثير دائما للجدل صاحب مئات الالاف من الأعضاء و ملايين المحبيين , الذى يمثل دائما أزمة لكل الأطراف سواء داعش أو الشيعة أو الإخوان أو العلمانيين أو مؤسسات الدولة العميقة , برز نجم حزب النور فى إنتخابات 2012 و حل فى المركز الثانى بعد أن كاد قريبا من المركز الأول لولا المقاعد الفردية -على الرغم من حداثته مقارنة بمنافسيه السياسيين الذين تجاوزت أعمار مؤسساتهم السياسية الثمانون عاما - ثم توالت الأحداث و فقد الإسلاميون كثيرا من شعبيتهم بسبب فترة حكم الإخون و الحملة الإعلامية الشرسة التى قادها الإعلام ضد الإسلاميين بمختلف توجهاتهم قبل أن يتفرغ لحزب النور فى إنتخابات مجلس النواب الأخيرة مما أسفر عن فقدان الحزب السلفى كثيرا من مقاعده خاصة مع نظام الإنتخاب الجائر الذى قد يكون قد وضع خصيصا لإقصاء النور من مجلس النواب على قدر المستطاع , و هنا يبرز السؤال وماذا بعد؟ ما هو مستقبل حزب النور؟ هل يعود لسابق عهده لينافس بقوة على قمة الجبل السياسىى المصرى أم يستسلم لما حل به فى الإنتخابات الأخيرة و لحالة الإحباط التى تدب وسط صفوف المصريين عامة و صفوف أبناء الحزب خاصة؟ أعتقد أن بقاء النور من عدمه يعتمد على عاملين أساسين بعد توفيق الله عز وجل :

أولهما : تمسكه بمنهجه الإصلاحى وعدم إنجراف ابنائه نحو المناهج المنحرفة مهما بلغت الضغوط عليهم , و ثقتهم بنصر الله و تأيده لقضيتهم ثانيهما: الإبداع , لابد للحزب من الخروج من قالب النمطية الذى يطغى على كل الاحزاب السياسية حاليا , لا مفر من أن يستثمر طاقاته البشرية العملاقة و عقول أبنائه المبدعة لتطوير أدائه السياسى و الإقتراب أكثر من مشاكل و هموم الشعب المصرى , أرى بين أبناء الحزب العديد من العقول النابغة و الأذهان المتقدة المبدعة لكن تلك العقول تحتاج للتبنى و التشجيع والدعم من قبل قيادات الحزب خصة و أبناء الدعوة السلفية عامة ,.لابد أن يدرك قيادات الحزب و كوادره أن البقاء فى هذا العصر ليس للأقوى عسكريا ولا الأغنى ماديا و إنما للأكثر إبداعا , المجتمعات و المؤسسات التى تتبنى الإبداع و تفكر خارج الصندوق هى التى تحيا وتنهض و تسمو كما فعلت أبل , أما المؤسسات التى تقتل الإبداع أو حتى لا تتبناه فتموت سريعا معه , لابد لحزب النور إن أراد أن يعود للقمة - لنصرة قضيته- أن يسارع فى سد الثغرات و أن يجدد فى وسائله وأن ينفض الغبار من على العقول و يسمح للأفكار الخلاقة أن تتصدر كافلا لها القدر المناسب من الدعم بكافة صوره .. ترى هل ينهار حزب النور كما أنهارت نوكيا أم يرتقى للقمة كما فعلت أبل هذا ما ستجيب عليه الشهور و السنوات القلية القادمة.




   نشر في 04 مارس 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا