ربما يبدو العنوان غريبا للوهلة الأولى,و ربما لم تتمكن من تحديد الموضوع الذي يتطرق إليه,لكن أبشر,بعد تقديم نبذة مختصرة عن اليوم الأول من الدورة التدريبية التي نظمها معهد الفضاء المدني بالتعاون مع المركز الموريتاني للدراسات و البحوث الإنسانية "مبدأ",بالعاصمة الموريتانية نواكشوط يومي 23 و 24 يوليو من عام 2018,حول الشراكة بين الحكومة و المجتمع المدني و التي أطرها الخبير الدولي في إدارة المنظمات الغير ربحية و مؤسس و رئيس معهد الفضاء المدني السيد فوزي جوليد,و التي تناولت موضوع الشراكة بين الحكومة و المجتمع المدني,ستعرف سبب اختيار العنوان و الغرض الذي يرمي إليه.

بعدما تم عرض عقد المتحاور على المشاركين و تم التعارف بين الجميع,افتُتِحت الدورة بسؤال محوري يدور في فلك أول مفهوم من عنوان الورشة "الشراكة" ما هي الشراكة؟ما تعريفها؟ما هي ماهيتها؟

هذه المرة,ربما تجد بأن المفهوم واضح جدا,و هذا ما كنا نعتقده جميعا,إلا أن الاختلاف البين بين التعاريف التي قدمها المشاركون للمفهوم أكدت ضرورة "تحديد المصطلحات" داخل المنظمة الواحدة و تحديدها أيضا بين الشركاء لأن ما تعنيه الشراكة لي قد لا تعنيه بالنسبة لك.

"الشراكة هي مصلحة الشركاء"

تم التوجه للمحطة الثانية أو المفهوم الثاني و هو مفهوم "الحكومة",هذه المرة كان الحرص أكبر من طرف المشاركين,تم تقديم تعاريف أفلاطونية و أرسطية للحكومة و تعاريف أخرى,تم عرض فيديو يناقش فيه شخص من الأرض و كائن فضائي يريد من قاطن الأرض أن يحدد له ما المقصود بعبارة "حكومة",و يحدد له مكانها بالضبط,أسهب الأرضي,على وزن الفضائي,في الشرح و التحليل,و تابع الفضائي طرح الأسئلة و الاستفسارات.

"الحكومة تكمن في الجزئيات المعاشة يوميا,في احترام إشارة المرور,في تطبيق القانون"

وصلنا للمحطة أو المفهوم الثالث "المجتمع المدني",تم التطرق للموضوع من زاوية أخرى,فدائما الشريك يبحث عن درجة الكمال في الطرف الآخر دون أن يكلف نفسه عناء طرح السؤال هل أنا أهل للشراكة؟هل أنا كمنظمة مجتمع مدني تنطبق علي الأوصاف التي تميز المجتمع المدني عن باقي المؤسسات؟لماذا أريد من الحكومة أن تتوفر فيها جميع الشروط و أنا كمنظمة لا تتوفر في شروط المجتمع المدني؟

"قبل أن تطلب من الحكومة عقد شراكة,يجب أن تكون أنت أولا كمنظمة تتوفر فيك كل شروط "المنظمة المدنية"

......................

نعود للعنوان,هو عبارة عن مثل متداول في الصومال و إسقاطه هنا يتأتى من أن المجتمع المدني "الطفل" يجب أن يصرخ و يسمع صوته لأمه "الحكومة" بمختلف الوسائل المتاحة له.

في الجزء الثاني الذي سيخصص لليوم الثاني من الورشة سنتحدث عن الحكم المحلي و المبادرات التي يقوم بها الأهالي للمساهمة في حل مشاكلهم,سنتحدث عن التشبيك و التعاون بين المنظمات و عن المسؤولية الاجتماعية للشركات و التعلم من تجارب الآخرين كل ذلك في ضوء خلق شراكة بين القطاع العام و القطاع الثالث للمساهمة في دفع عجلة التنمية للأمام.