هل يجب أن نتطور ؟
هاجس التطوير الذاتى
نشر في 03 ماي 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بعد ظهور موجة من يسمون أنفسهم بخبراء التنمية البشرية وتنمية الذات ومن تبعهم والذين أزعجوا مسامعنا بشعارات من قبيل التطوير الذاتى وكيف تصبح أفضل فى كل شئ؟ والنجاح والتفكير الإيجابى والمثالية والكفاح والنماذج الناجحة فى الواقع وقصص الناجحين الخ. ، أصبح عند الشباب هاجس للتطوير المستمر الذى لا يهدأ ولا يكل ولا يمل، ومن ثم أضحت أمور مثل الراحة والمتعة وقيم مثل الرضا والقناعة أمورا مذمومة كليا، ونتيجة لذلك كله ذادت معدلات القلق والإكتئاب والإحباط وبرزت أعراض الاحتراق والإرهاق النفسى، وكرد فعل على هذه الاثار العكسية لدعوات مرتزقة ما يسمى التنمية الذاتية يبرر هؤلاء ومريديهم أن هذه الاثار طبيعية على من يريد النجاح ويسعى إليه، وهكذا يردون على الانتقادات الموجه إليهم بنفس شعاراتهم التى برمجوا عليها مهما إختلفت الظروف والسياقات.
وهكذا أصبحت الحياة عند هؤلاء كصفيح ساخن لا يعرف صاحبها فيها الهدوء والسكينة والتواضع والواقعية، ومن ثم أصبح التقدير الذاتى وإحترام الذات مرتبطا إرتباطا مشروطا بتحقيق النجاحات الخيالية والوصول لمراحل متقدمة وإستثنائية من الرخاء والثراء المادى والعلمى والعملى والإجتماعى ، وكنتيجة منطقية لذلك قام المصابون بعدوى هذه الدعوات الفارغة بتصنيف الناس لقيم وغير قيم وناجح وفاشل وسعيد وتعيس.
أين الحل ؟ ، الحل فى تعديل بعض المعتقدات المرتبطة بالنجاح وهى كالتالى :
1- النجاح ليس مشروطا بالتطور ، ولكن النجاح نتيجة طبيعية للتطور.
2- أن النجاح نسبى يختلف باختلاف الافراد والثقافات والأزمان والمجالات.
3- أن السعادة قيمة مقدمة على النجاح، وأن النجاح نتيجة ثانوية عنها، فلا تكن ناجحا لتكون سعيدا ولكن كن سعيدا ستنجح.
4- ليس هناك إنسانا ناجحا أو فاشلا فى المطلق، فالأمر نسبى وهناك مناطق رمادية كثيرة وليس الأمر بهذه القطبية.