قد لا أجد كلاماً يوصف حالتي تلك سوي تلك الجملة ..

أن الشيء الوحيد الذي أعرفه يقيناً ... هو أنني لا أعرف

لا أعرف ... الكلمة التي دفعت الكثيرين لأفعال طالما غيرت مجري التاريخ والبشرية , او تركتها جامدة و غارقة في ظلام الجهل

لا أعرف ... قل إستخدامها الان في عصر العلم والتطور الرهيب , فمن لا يعرف يصبح شاذاً عن هذا المجتمع فامتنع الجميع عن هذه الكلمة حتي ولو كانت تصف حالتهم فعلاً

لكنني أزعُم أن لدي ما يكفي من الشجاعة لاقولها بصدق تام : انا لا أعرف

لا أعرف ما أعانيه .. ولا ُعرف حتي إن كنت اُعاني فعلاً أم أتصنع المعاناة

لا أعرف حلاً لمشاكلي ... ولا أعرف حتي إن كانت مشاكل بالفعل أم أن أمورٌ أخري لعبت دوراً كبيرً في إقناعي بذلك

لا أعرف ما أريد حقاً .. لا أعرف أين أذهب وإلي أين تجرفني الحياة بكل ما فيها من امواج تفتت الجبال و تقتل المحال

لا أعرف إن كنت ذاهباً أساساً ام واقفاً

لا أعرف إذا كنت صادقاً في شعوري أم لا

لا أعرف إن كان لدي شعورٌ فعلاً أم لا

لا أعرف... إن كنت علي صواب أم علي خطأ

لا أعرف إن كنت في الطريق الهادي أم الطريق المُضلل , لا أعرف إن كنت علي الطريق أساساً

لا أعرف... لا أعرف كل ما لا أعرفه ... كلما عرفت شيئا مما أجهله وأتصور انني بدأت أعرف حقاً

تفتح معرفتي هذه أبواباً لا حصر لها من ال ( لا أعرف)

فأظل أعرف وأعرف.. فازداد جهلاً

لكن ... هل سيستمر هذا الأمر

هل سأستمر لا أعرف

عاده لم أعد أعرف بالفعل .. هل هناك أصلاً من يعرف !!

أم أننا جميعاً لا نعرف

إذا كان ذلك صحيحاً .. فلماذا أسعي من الأساس لكي أعرف!

لماذا أرهق عقلي وجسدي و قلبي وكل جوارحي في أسئلة لا حصر لها ولا جواب ؟؟

فلنبحث في التاريخ .. فهو علي الأقل قد يعرف بعض مما لا نعرفه.. يعرف القليل , ولا يعرف الكثير والكثير

ذكر التاريخ من حاولو أن يعرفوا بالفعل

من افنو عمرهم في محاولة جاده لإيجاد المعرفة , لإيجاد العلم ... خرجو بالكثير والكثير ... لكنهم اجمعوا علي قاعده عامة , أن المرء مهما عرف .. فلن يعرف

مهما عرف الكثير ... ف سيكتشف الأكثر الذي يجهله

سيعرف أنه حقا لا يعرف , وسيسعي لكي يعرف , فيعرف .. ولا يعرف

إذاً , لماذا أرضي بقليل ما أعرفه ... وهل لي في الدنيا شيء أهم من المعرفة ؟؟

لماذا أتجاهل رساله القران الاولي عند نزول الوحي .. لماذا لا أتعب لكي أعرف

أعرف انني في النهاية لن أعرف كل شيء .. لكن يكفيني أن أعرف ما استطيع .. يكفي أن يذكرني التاريخ بأنني من اولئك الذين أفنوا عُمرَهم لكي يعرفوا ... يكفي أن أكون خطوة تضاف الي طابور الخطوات الكثيرة من المعرفة ... فيوماً ما قد نصل ... وقد لا نصل ... في الحقيقة , لا أعرف