الإعداد الحقيقي الذي نحتاج ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الإعداد الحقيقي الذي نحتاج !

مراكز القرآن ..

  نشر في 23 غشت 2015 .

الحياة هي البساط الذي يفترشه البشر عند ولادتهم تسري يوماً بعد يوم لتستقر في الوجدان مليئةً بالشرور التي يخبئها لنا الزمان .. وعندما تعصف بنا دائرة الحياة ويحل في أنفسنا الظلام والذي لا نجد له التوجيه ولا التقويم فنكون في عداد الموتى ولو كنَّا أحياء .. فترانا نلهث وراء مغريات وشهوات تدنوا بها هممنا بدنو مقاصدنا وما نرمي إليه ، الأشياء التي مازالت في طي المستقبل المجهول فتتألق الأشواق وتلهينا الحياة لنطفئ شموع الرحيل بتركةٍ ثقيلة قد إستهلكتنا وأثقلت كواهلنا ..


من ظل معمعة الحياة التي ذكرناها ، ومن خلف بريقها، ومغرياتها ، واستشراء الفساد ، والفاحشة ، وغرق الكثير من الشباب في مفاسد الدنيا وترفها الشكلي الزائف ، الذي في حقيقته آلام وظلمات وجحيم داخلي ، يخرجُ جِيلٌ من الشباب كلهم ثبات ورباطة جأش على تحدي الصعاب وتجاوز العقبات ، ليصلوا إلى بر الأمان ، وليرسوا في ميناء الإخاء ، بعد أن غامروا وصبروا وصابروا وكان لزاماًَ عليهم أن يأتوا بالجديد من الجواهر ، التي جمعوها بغوصهم إلى أعماق القرآن ، ليعرضوها في سوق المحبة والنقاء .. فعلى مائدة القران تنزاح أثقال الهموم وتغور أنفاس الغموم ..


هنا .. في هذا المكان .. بعيدا عن ضجيج الفتن .. ودروب الشر والمحن .. هنا .. في هذا المكان .. تُنسجُ العِزه .. وتُبنى صُروح النَهضه .. وتبدأ مسيرة الأمة إلى العلياء والنجاح ..


ألا إنهُ التنزيلُ والذكرُ واهدى --- فأكرم بتاليهِ وأعظم له الأجرا

ففيهِ من الإعجازِ ما لفكرٍ عاجزٍ --- وفيهِ من الإيجازِ ما حيرَ الفكرا

تحدى بهِ الأقوامَ فالكلُ مفحمٌ --- وأيُ بليغٍ ما تغنى بهِ فخــرا 


هنا في هذا المكان .. دوي كدوي النحل تسمعه في كل آن .. وأيات من القران تسري .. من طِفلٍ في المنبر يَبكي ..


شباب ذللوا سبل المعالي *** وما عرفوا سوى الإسلام دينا

تَعَهَّدهُمْ فأنبتهم نباتاً *** كريماً طابَ في الدنيا غُصُونا

وإن جَنَّ المساءُ فلا تَراهُم *** من الإشفاقِ إلاّ ساجدينا

شبابٌ لم تُحَطمُهُ اللّيالي *** ولَمْ يُسْلِم إلى الخَصمِ العَرينا

كَذلكَ أخْرَجَ الإسلامُ قَوْمي *** شباباً مُخْلصا حُرَّا أمينا 


نعم إنهم المرتادون لمراكز القرآن ومجالس الذكر الذين يحملون مصباح الدين ورايته ، لينيروا الطريق ويشرحوا القلوب ويزكوا الارواح والنفوس ، سلاحهم الايمان والتقوى ، وخلقهم القران ، وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم باهل الله وخاصته ، وانهم مع السفرة الكرام البررة ..


ياشبل القرآن لك من الوجدان تحية .. بل ألف تحية وتحية .. حياك ربك إذ قرأت كتابه .. ونهلت من عذب المعين سبيلا .. أكرم بقوم أكرموا القرآنا ... وهبوا له الأرواح والأبدانا 

قوم قد اختار الإله قلوبهم .. لتصير من غرس الهدى بستانا


طوبى لهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم:

((يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حَلِّه ، فَيَلْبِسُ تاجَ الكَرامة ، ثم يقول : يا رب زده ، فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارضَ عنه ، فيقال : اقرأ وارقى ويُزاد بكل آية حَسنة ))

وقوله: 

(يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها).


هذا أجر من تعلمه فما بالكم بمن عَلَّمه من بعد تَعَلُّمِه فتحققت له الخَيرِيَّتَين من قوله عليه الصلاة والسلام: 

(خيركم من تعلم القران وعلمه ) 


مراكز القرآن ما عسى نتاجها أن يكون، وهذه سيرتها في هذا الكون ، التي تقف أقزام كلماتنا عاجزة عن حمل ضخامة صنيعها وسمو المعاني والقيم التي يزرعها المعلمون الأجلاء في طينة أبنائنا الخصبة والتي يزيد غرسهم تأنقاً إرتواؤهم من نبع القرآن العظيم سبيل الهداية وطريق الرشاد ~!


أنا إنْ سألــت القــوم عنـــي من أنا ..... أنا مؤمــنٌ سأعيش دومــاً مؤمنـاً

أنا مسلم هل تعرفــون المسلمــــــا ..... أنا نور هذا الكون إنْ هو أظلمــــا

أنا في الخليقة ريُّ من يشكو الظما ..... وإذا دعا الداعي أنا حامي الحمى

أنا مصحــف يمشي وإسلام يُــــرى ..... أنا نفحـــة عُلويَّة فـــوق الثـــــرى

الكــون لــي ولخدمتــــي قد سُخــرا ..... ولمـن أنا؟ أنا للـذي خلــق الـورى

أنا كوكب يهدي القوافل في السَّرى ..... وأنا الشِّهـاب إذا رأيــت المنكـــرا

ما لي سوى نفس تعزُّ على الشِّــرا ..... قد بعْتـُــــــها لله والله اشتــــــرى 



   نشر في 23 غشت 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا