اللغه الكوردية بين الواقع والحلم
بقلم : حسن غريب
===================
ان اللغة الكوردية غنية بلهجاتها الثلاث الرئيسية المعروفة، هي الكورمانجية الشمالية: ويتحدث بها جميع الاكراد في تركيا,أرمينيا,أذربيجان, سورية ،والمناطق التي يسكنها البهدينان في كوردستان العراق، كما يتكلم بها أكراد أذربيجان الشمالي والغربي، وأكراد قوجان وبجنورد في ولاية خراسان الإيرانية. أما اللهجة الكرمانجية الجنوبية يتكلم بها كورد العراق في محافظات أربيل والسليمانية وكركوك، وفي كردستان إيران في المناطق التي تقع إلى الجنوب والجنوب الشرقي من بحيرة أورميا حتى تصل إلى حدود ولايتي لورستان وبختياري في الجنوب.
ان اللهجة الكرمانجية الجنوبية لها ثلاث فروع، وهي: أـ البابانية والسورانية، وتنتشران في المحافظات:أربيل، السليمانية، وكركوك. والموكرية والأردلانية في كردستان الإيرانية.... .
ب ـ الهورامانية والكورانية: فالهورامانية تنتشر في مناطق هورامان الجبلية الواقعة بين مريوان وسيروان قرب الحدود العراقية ـ الإيرانية. أما الكورانية فيتكلم بها أبناء الكوران ، وهي فرقة باطنية. والكوران تقع مناطقهم قرب طريق خانقين ـ كرمنشاه في كردستان الإيرانية.
ج ـ لهجات اللور والبختياري ، ويتكلم بها أبناء لورستان الكبرى والصغرى، وهم الكورد الفيليين.
وأما اللهجة الشمالية الغربية، ويتكلم بها أبناء قبائل دولي أو الزازا وتنتشر الزازائية في مناطق درسيم، بالو، كنج، جبقجور، معدن، بيران، أكيل، سيويرك، بيجار، وجيرموك.
كما ان اللغة الكوردية كانت قبل الاسلام تكتب بالف باء الاقوام الاخرى المجاورة كالفارسية مثلا. الا انه و بعد مجئ الاسلام بدأ ادباء الكورد يكتبون بالاحرف العربية حتى ان معظمهم كانوا يؤلفون باللغة العربية الى ان جاء جلادت امين عالي بدرخان ووضع الابجدية الكوردية باستبدال الاحرف العربية بالاتينية. و الادب الكوردي بدأ يأخذ بأستقلاليته بشكل ملحوظ في العصر الحديث ,حيث آلاف المجلدات والكتب والدوواوين الشعرية باللغه الكورديه وحروفها الاتينيه حتى دخلت اللغه الكورديه في الترجمه العالميه وبعد إنتفاضة 1991 المجيدة وتشكيل حكومة في جزء الشمالي من كوردستان العراق بدأت اللهجات الكوردية وخاصة السورانية والكرمانجية بالتحسن وذلك بتجدد روح النشاط والوعي الثقافي فى كل مجالات الأعلام الكوردي وتحرر هذه البقعة من أرض كوردستان من التسلط البعثي الشوفيني في تعريب مناطق كوردستان وكان من أخطر وسائل التعريب بعد تعريب الأرض هو تعريب الأدمغة الكوردية للطبقة المثقفة مما تركت بصمات واضحة على اللغة الكوردية وتدهورها لولا مشيئة الأقدار التي غيرت المسار الكوردي نحو إتجاهها الصحيح بعد حرب خليج والقفزة النوعية في هذا التغير الأيجابي جاءت بعد سقوط نظام البعث لأنه كان ينوي هدم كل ما له صلة بالشعب الكوردي وتذويبه في المحلول العروبجي وتحويله إلى أمة ذليلة لا صلة لها بالأمة الكوردية .
فشاءت الأقدار أن يكون ذلك التفاعل ذو مردود عكسي فذوبت أصالة وإرادة الشعب الكوردي هذا المحلول البائس الذي صنعه ميشيل عفلق وأيتامه فضاع المشروع العربي القومجي في العراق وإلى الأبد بسواعد الخيرين من أبناء الجنوب وكوردستان, فعادت المدارس الكوردية تأخذ دورها في العطاء وبلا رقابة السلطة الجائرة هذه المرة وإستطاعت اللغة الكوردية أن تتنفس الصعداء وتعيد أمجادها كما سطرتها في أشعار زرادشت وترانيمه في آويستا أو آفيستا وفي أشعار ولي ديوانه ،ملا جزيري ،أحمدي خاني إلى كوران ،نالي وهيمن وغيرهم فأصبح الأعلام الكوردي يعم كل أرض كوردسان الصغرى حتى الكبرى.
-
حسن غريبعضو اتحاد كتاب مصر كاتب.. ناقد.. روائي.. شاعر