"إن الثورة التي بلا وعي أو في ظل ثقافةٍ       تخاصم العصر، لا تلبث أن تصير فورة"

                   أي الطرق يجب أن تختار ! 

إن الإنسان في طبيعته يفكر و يتساءل حبا لاكتشاف الحقيقة و الوصول إليها و لكن في الواقع لا توجدإجابة قطعية موضوعة و ليس هناك حقيقة حتمية في غياب عنصر الإيمان بالرب و اختياراته ف الإنسان هنا مخير بين أمرين إما التصديق والذي لا يصح إلى بجملة من الضوابط و الأسس أو ألإنكار انكارا كلي أو جزئي للحقائق و القدرات التي تعود للرب وهذا خطأ جسيم ومخالف للفطرة الإنسانية عند الأغلبية باختلاف الديانات و التوجهات العقائدية و الفكرية .                             

                      "أنا أفكر، إذاً أنا موجود"

إن الإنسان مكلف بأن يفكر في وجوده و أسباب و جوده و في حلول لمشاكله و إشكالياته , فالتفكير صفة تميز الإنسان عن باقي المخلوقات التي تعمر الأرض فا الواجب عليه ممارستها لتقديم الشيء المناسب و الأمثل من براهين و حلول و تفسيرات باستطاعة إنسان أخر تحليلها تحليلا منطقيا يوافق الفطرة. 

                    علاقة آلإيمان بالتفكير :

إن العلاقة بين الايمـان و التفكير علاقة طردية بحتة فلا يصح إيمانك إلا بتفكيرك

و هذا يعني بطبيعة الأمر صحة الجملة التالية 'انت لا تؤمن انت لا تفكر '

فا الإنسان مكلف بالتفكير تحت السقف الزمني و المكاني الذي يعيش فيه و مادون ذالك من غيبيات يكتفي با الايمان به بعد جملة من التحليل المنطقي با الطبع .

          دعوة الاسلام للتفكير  : 

يعتبر التفكير والإبداع أعلى مراتب الإدراك للعقل و لهذا  ميز الله  الانسان بالعقل المدرك والمميز والواعي والمبدع والمفكر والخلاق

و جعل الله سبحانه وتعالى العقل مناط التكليف  و فريضة إسلامية  فقال تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) 

و قال (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)    و كما يقول العقاد رحمه الله (فريضة التفكير في القرآن الكريم تشمل العقل الإنساني بكل ما احتواه من هذه الوظائف، بجميع خصائصها ومدلولاتها، فهو يخاطب العقل الوازع، والعقل المدرك، والعقل الحكيم، والعقل الرشيد، ولا يذكر العقل عرضا مقتضبا بل يذكره مقصودا مفصلا على نحو لا نظير له) ف التفكير واجب  و فريضة كما بينها الاسلام . 

       النهاية (مفهوم الثورة الفكرية تحديدا ) 

يعتقد البعض ان الثورة الفكرية  هي الخروج عن المألوف و الرفض التام لأفكار الغير و معتقداتهم  وحتى هناك من دعات الثورة الفكرية من يتوجه توجها الحاديا  معاديا  للأديان و الوجود  لأعتقادهم انها الدافع و السبب الجوهري للركود الفكري و ممارسة التعسف و الديكتاتورية و غير ذالك  فتجدهم يقذفون  ويهمشون  الأطراف الأخرة المخالفة لأرائهم 

و لاكن المفهوم الحقيقي للثورة الفكرية  هي  تغيير المفاهيم و وضعها في نصابها لا غير  بالنقاش الصريح و النقد البناء بدون تهجم و اقصاء الراي الأخر . للوصول للحلول المثلة التي تخدم كلا الطرفين في النهاية .

بشيري محمد سيف الدين