رغم الأفق السياسي والاقتصادي العريض، لبلد متنوع بشرياً وجغرافياُ، وزاخر بالموارد والمصادر، إلا أن (إيران) اصبحت تطلّ على العالم، من خلال زاوية ضيقة من الجغرافيا، على حدودها الغربية.
لقد أخذت هذه البقعة الصغيرة جداً، مداها من التاريخ. وأخذت مساحة أكبر في السياسة الإيرانية؛ وتصدّرت عناوين الأخبار العالمية، على مدى أربعين عاماً.
"هرمز" ربطة عنق جمليه على شريان الاقتصاد العالمي. وفوهة الخليج على البحار المفتوحة.
لم تدرك عمائم قم السوداء، الدور الذي يلعبه الخليج العربي، وأهمية أن تكون (إيران) على طرف هذا الرافد الاقتصادي الكبير؛ وبدلاً من أن تبني مشاريعها الإقتصادية والحضارية، على ضفاف خليج الذهب الأسود، بنت مقاليع الرعب، وراجمات الفوضى، ومشانق الأمل.
وذهبت عقول ملالي (إيران) بالشعب الإيراني، بعيداً عن أفق الاقتصاد المتنوع، والسلام العالمي.
***
كان يمكن لإيران، لو أرادت، أن تكون جزءاً من واقع ومستقبل الخليج العربي المشرق؛ ولكن من يجيد ثقافة الموت، لايرى أفقاً للحياة.
يعتقد الملالي في (قم)، أن أناة العرب والغرب، وحِلمهم، أمام جنون، وعبث السياسة الإيرانية، بأنه خوف غربي، وإستسلام عربي. ويعيشون حالة من احلام اليقضة، يرون فيها بلادهم قوة تخشاها الدول العظمى، ودول المنطقة؛ وأنها باتت تمسك باليد، التي تؤلم الجميع. عبر تهديداتها المتلاحقة بوقف تصدير النفط العالمي في الخليج، وزرع الألغام في الممرات المائية، وإثارة الرعب، في البر والبحر.
وتمارس (إيران) عبثها السياسي أيضاً عبر دعمها مليشات مسلحة، واخرى فوضوية في دول الخليج والمنطقة، وتعتمد على "هرمز" ليشتت انتباه العالم في كل مرّة، تقرأ فيها غضباً دوليا.
هذه النظرة السوداء، لاتبزغ معها شمس الأمل. وصبر العرب والغرب لن يطول؛ ومحاولات تجنب الحرب والمواجهة، قد تنتهي في أي لحظة، إذا لم يتدارك عقلاء (إيران) دور بلادهم؛ ويعيدوا رسم سياستهم، على أسس السلام والشراكة والتعاون، لتحقيق الاستقرار، والمساهمة في بناء حضاري مشترك. فإن مستقبل إيران، وشعبها على المحك، وأكثر ظلاما وألما من واقعهم، الذي يعيشونه اليوم.