ستيفن لا رحمه الله

لم يعد خافياً على ذي لُب أن معركة الوعي ليست مع مجموعة بشرية بل مع منظومة لها جذورها وتراث قديم يُغذي الأجيال بكل ما هو صاعق وصادم ، عندما رحل العالم الفيزيائي الشهير  ستيفن ويليام هوكينج ترحم عليه بعض من تعلقت روحه بأطراف الإنسانية فغضب من ذلك السلوك من تعلقت جوارحه وقلبه بالكراهية البغيضه المقيته ، الغضب ردة فعل لشيء ما لكن في حالة العالم الشهير هي ردة فعل إيديولوجية لا تعترف بالإنسانية لا من قريب أو بعيد ، لا يستطيع أحدُ تفكيك تلك الإيديولوجية أو على الأقل نزع الغطاء عنها ليتضح حجمها الحقيقي وتنكشف سوءتها ، علاقة الفرد بربه علاقة خاصة لا دخل للأخرين بها لا من قريبِ أو بعيد لكن هناك من يُريد أن يكون على علمِ ودرايه بتلك العلاقة وبتفاصيلها الجزئية ويُريد أن يكون له دور الوساطة في تلك العلاقة بأي شكلِ من الأشكال ، تلك الإرادة والوساطة هي الكهنوتيه السلوك البشع الذي تُعاني منه الأديان والمذاهب منذ قديم الأزل ، الحُكم على شخصِ ما بجنةِ أو نار بناءً على دينه أو سلوكه أو تفكيره ليس وليد اليوم والصدفة فتراثنا وتاريخنا ممتليء بتلك الأحكام التي يعدها البعض قاطعةً غير قابلة للشك والتأويل ، الجنة والنار بيد رب العالمين ولا يستطيع أحد الجزم بموقعه أفي الجنة أو في النار فكيف يستطيع الجزم بموقع غيره هذا هو القول الصحيح الذي يغفل عنه المتعصبون ويغضبون إذا ذُكروا به ، ستيفن  هوكينج ليس الوحيد الذي أُصدر عليه حكماً بدخوله النار وشُن على جثمانه حملات تقريعِ بشعه كردة فعلِ على من ترحم عليه فقد سبقه كثير قديماً وحديثاً وأناس اليوم هم أُناس الماضي لا فرق ولا إختلاف بينهم فالفكرة هيّ الفكرة ذاتها لم تتغير  فالإنسانية لم تعد تستوعب ماقدمه الراحلون من علومِ ومعارف فهي ضيقة بسبب من أحتكر كل شيء حتى رحمة الله جعلها تمر عبر طريق أوجده المتعصبون من عدم والله بصيرُ بعباده .

@Riyadzahriny